فجر قادم، وأمل يتجدد، نراه في هذه الصحوة التي بدأت تتنزل في كل بقاع الأرض تقريباً، كتنزل حبات الندى على الزهرة الظمأى، والأرض العطشى، لقد ولت هذه الصحوة الكريمة برجالها ونسائها وأولادها ظهرها لواشنطن وبانكوك ومدريد وباريس وتل أبيب وتوجهت من جديد للقبلة التي ارتضاها الله جل وعلا لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أيها الإخوة! إن وعد الله قائم بنصرة هذا الدين، وبالتمكين لسنة سيد النبيين، هل تصدقون الله؟ هل تصدقون رسول الله؟ لم اليأس ولم القنوط؟! قال الله جل وعلا: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء:81]، وقال جل وعلا: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف:8 - 9]، وقال جل وعلا: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات:171 - 173]، وقال صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان -: (إن الله زوى لي الأرض؛ فرأيت مشارقها ومغاربها.
وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها)، وقال صلى الله عليه وسلم -كما في معجم الطبراني بسند صحيح من حديث تميم الداري -: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر)، انظروا إلى واقع أمريكا من عشر سنوات، هل كنا نرى هذه المراكز، وهذه المساجد، وهذه الملايين من الموحدين والمسلمات والمؤمنات؟ لا، إن الصحوة تتنزل الآن في كل بقاع الأرض، إنه وعد الله! قال الشاعر: لئن عرف التاريخ أوساً وخزرجاً فلله أوس قادمون وخزرج وإن كنوز الغيب تخفي طلائعاً حرة رغم المكايد تخرج لم اليأس؟! ولم القنوط؟! ولم الهزيمة النفسية؟! إن المهزوم نفسياً مشلول الفكر والحركة، فاعتز -أيها المسلم وأيتها المسلمة- بهذا الدين الذي ارتضاه الله للبشرية ديناً، وإنا ما نراه الآن في هذه القاعة لمن أعظم الأدلة العملية على أن أشد ساعات الليل سواداً هي الساعة التي يليها ضوء الفجر، وفجر الإسلام قادم بإذن الله جل وعلا.
قال الشاعر: صبح تنفس بالضياء وأشرق والصحوة الكبرى تهز البيرقا وشبيبة الإسلام هذا فيلق في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا وقوافل الإيمان تتخذ المدى دربا وتصنع للمحيط الزورقا ما أمر هذي الصحوة الكبرى سوى وعد من الله الجليل تحققا هي نخلة طاب الثرى فنمى لها جذع قوي في التراب وأغدقا هي في رياض قلوبنا زيتونة في جذعها غصن الكرامة أورقا فجر تدفق من سيحبس نوره أرني يداً سدت علينا المشرقا يا نهر صحوتنا رأيتك صافيا وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى قالوا تطرف جيلنا لما سمى قدراً وأعطى للطهارة موثقا ورموه بالإرهاب حين أبى الخنا ومضى على درب الكرامة وارتقى أو كان إرهاباً جهاد نبينا أم كان حقاً بالكتاب مصدقا أتطرف إيماننا بالله في عصر تطرف في الهوى وتزندقا إن التطرف أن نذم محمداً والمقتدين به ونمدح عفلقا إن التطرف أن نرى من قومنا من صانع الكفر الليئم وأطرقا يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى في الصف من بعد الإخاء تمزقا لك في كتاب الله فجر صادق فاتبع هداه ودعك ممن فرقا لك في رسولك أسوة فهو الذي بالصدق والخلق الرفيع تخلقا يا جيل صحوتنا ستبقى شامخاً ولسوف تبقى باتباعك أسمقا