تكوين تجمعات صالحة في المجتمع الغربي

ثم الحرص على الصحبة الطيبة، فأنتم في هذه البيئة إن لم تحرصوا على أن تكونوا جماعات طيبة في المساجد والمراكز الإسلامية، والمدارس والأندية، فإن الأسر ستذوب، وسيذوب الأولاد في هذا المجتمع الغربي، الذي يصطدم اصطداماً مباشراً مع عقيدتنا وأخلاقنا، فلا بد من أن تبحث عن صحبة طيبة؛ لتعينك ولتعين أولادك على طاعة الله تبارك وتعالى، بإيجاد المحاضن التربوية في الأندية والمدارس والمراكز الإسلامية والحضانات، بشرط أن يقوم عليها رجال وأخوات من الإسلاميين المؤهلين عقدياً وفكرياً وثقافياً، ويحملون هم الأمة، لما يرون من واقع الأمة الأليم.

أيها الأحبة الكرام! هذه نقاط سريعة لهذا الواقع المؤلم، أسأل الله عز وجل أن يعيننا جميعاً وإياكم عليها، وأن يحفظ نساءنا وبناتنا، وأن يصلح أولادنا وشبابنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ومع هذا الواقع المؤلم أقول: الفجر قادم، والأمل يتجدد، وإن ما أراه الآن بين يدي لمن أعظم الأدلة العملية على ذلك: فكثير من الأسر المسلمة بدأت تنتقل من أزمة الوعي إلى وعي الأزمة، فكلكم بلا استثناء ما حرصتم على هذا المؤتمر -بنسائكم وأولادكم-، إلا وكلكم حريص على أن يبدأ بأسرته بداية جديدة، كلكم بلا استثناء يتمنى أن يحفظ أولاده وبناته القرآن، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه هي البداية الحقيقية للعودة، فأرجو ألا نحكم على هذه الصحوة الكريمة بالفشل؛ لأنها لم تحكم الشريعة في الأمة؛ لأن ما هدم في سنوات لا يمكن -على الإطلاق- أن يبنى في أيام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015