أشهد الله أنني كنت أعد هذه المحاضرة وأنا أشعر بخجل؛ لتقصيري ابتداء في حق الأخوة، ويتردد الآن في أذني قول الشاعر: وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس والطبيب عليل فأنا لا أتكلم عن الأخوة وحقوقها من منطلق شعوري أنا بالأهلية، وإنما من منطلق شعوري بالمسئولية، وهذا ما تؤصله القاعدة الأصولية: (من عدم الماء تيمم بالتراب)، والله أسأل أن يغفر ذنوبنا، وأن يستر عيوبنا، وأن يجبر كسرنا، وأن يفرج همنا، وألا يجعل حظنا من ديننا قولنا، وأن يحسن نياتنا وأعمالنا، إنه على كل شيء قدير.
أرجو أن تهتموا جيداً بهذه المحاضرة، فما أحوج الأمة بصفة عامة، وما أحوج الإخوة الذين يعملون الآن للإسلام بصفة خاصة لمثل هذه المحاضرة في هذه الأيام؛ إن الأمة الآن متشرذمة متهالكة مشتتة ممزقة، ولن تقوم لها قائمة ولن يكون لها كيان إلا إذا اتحد صفها، والتقى شملها، وتجمع أبناؤها، ولن يجمع هذا الشتات المتناثر إلا الأخوة الصادقة في الله، أسأل الله أن يجعلنا من الصادقين.