رسالة إلى أصحاب الكراسي والأقلام

إلى أصحاب الكراسي، إلى أصحاب الأقلام، إلى أصحاب صفحات الصحف والمجلات

أيا من يدعي الفهم إلى كم يا أخا الوهم

تعبي الذنب بالذم وتخطي الخطأ الجم

أما بان لك العيب أما أنذرك الشيب

وما في نصحه ريب ولا سمعك قد صم

أما نادى بك الموت أما أسمعك الصوت

أما تخشى من الفوت فتحتاط وتهتم

فكم تسدر في السهو وتختال من الزهو

وتنصب إلى اللهو كأن الموت ما عم

كأني بك تنحط إلى اللحد وتنغط

وقد أسلمك الرهط إلى أضيق من سم

هناك الجسم ممدود ليستأكله الدود

إلى أن ينخر العود ويمسي العظم قد رم

وزود نفسك الخير ودع ما يعقب الضير

وهيئ مركب السير وخف من لجة اليم

بذا أوصيت يا صاح وقد بحت كمن باح

فطوبى لفتىً راح بآدابيَ يأتم

وصدق الله إذ يقول: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة:26 - 30].

ويفتح سجله، ويفتح ملفه، ويفتح كتابه وإذا به: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [القيامة:31 - 32].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015