الحرمان من الأمن والأمان

أيها الأحباب الكرام: النتيجة لإعراض البشرية عن منهج الله هي: أن العالم محروم من الأمن والأمان، هذا بالرغم من وجود كثرة من الوسائل الأمنية المذهلة التي اخترعها العلم الحديث في هذه الأيام، وبالرغم من التخطيط الهائل المبني على الوسائل العلمية والنفسية لمحاربة الجريمة بكل أشكالها وصورها، وبالرغم من هذه الاختراعات التي يولد منها كل يوم الجديد والجديد، بالرغم من هذا كله، أقول: أولاً إن العالم محروم من الأمن والأمان، وبدون ذرة مبالغة: ما من يوم إلا وتسفك فيه دماء، وتتمزق هنا وهنالك أشلاء، ويعيش الملايين في الدنيا في حالة ذعر ورعب وخوف، بل وينتظرون الموت في كل لحظة، ونسأل الله ألا يحرم مصر من الأمن والأمان، وإننا قد لا نشعر بهذا، ولا نتألم له، ولا نحس إلا بمجرد أن نردد كلمات باردة باهتة على الألسنة، أما القلوب والجوارح فإنها لا تشعر بهذا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إن كثيراً من الناس اليوم من المسلمين يعيشون في حالة ذعر ورعب، وينتظرون الموت في كل لحظة، بل واسودت الدنيا عليهم، على الرغم من كثرة الأضواء من حولهم، بل وضاقت الدنيا عليهم على الرغم من هذا الفضاء الموحش؛ لأنهم قد طردوا من ديارهم وأموالهم وأوطانهم، وتركوا كل شيء وذهبوا يعيشون في الغابات وحول المستنقعات يبحثون عن لقمة الخبز في صناديق القمامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والخبراء والمفكرون يجتمعون، والمفكرون يبحثون عن الأسباب، والخبراء يضعون الحلول ثم لا أسباب ولا حلول.

إن العالم محروم من الأمن والأمان، بل تحولت الوسائل الأمنية التي اخترعها العالم اليوم إلى وسائل ذعر ورعب وإبادة للجنس البشري ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فورب الكعبة يا أحبابي أقول: أصبحنا الآن نرى أن الإنسان يفعل بأخيه الإنسان ما تستحي الوحوش أن تفعله في عالم الغابات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015