المقدم: نأخذ هذا الفاكس سريعاً؛ لأنه يبدو أن هناك أسرة مهددة بالانهيار بسبب عجيب سيسمعه المشاهدون الكرام من خلال سؤال هذا السائل يقول: زوجتي لم تقتنع حتى الآن بأن الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر في غاية البساطة، وهي تجلس مدة لا تقل عن خمسة وعشرين دقيقة متواصلة بعد قضاء الحاجة حتى تتطهر، وفي حالة الطهارة من الحدث الأكبر ثلاث ساعات، فيقول: أرجو التوجيه والتشديد عليها؛ لأن هذا الأمر يجعلني في حيرة هل أستمر معها أم ماذا أفعل، عندي منها ثلاثة أطفال فأحياناً لا تعمل شيئاً سوى الطهارة، ويقول كلاماً كثيراً: البيت مهدد بالانهيار بسبب سوء فهم هذه المرأة لمعنى الطهارة ماذا نقول لها يا شيخ محمد؟ الشيخ: الحمد لله.
أولاً: هذه المرأة لماذا تصر على هذه الفترة الطويلة؟
صلى الله عليه وسلم لإزالة النجاسة؛ لأنها تخشى ألا يقبل الله صلاتها ولا يقبل طهارتها وهكذا.
فنقول: بماذا كلفنا الله في النجاسة؟ أن نزيلها، والإزالة بأي وسيلة على الراجح وعلى رأس ذلك الماء، فإذا كان يكفي ثلاث غسلات لا نلجأ للرابعة والخامسة؛ لأن هذا إسراف وضياع للماء وضياع للوقت أيضاً، وإذا كان لا يحصل إلا بخمس فبخمس وهكذا، فإذا زالت عين النجاسة، ولم يعد هناك لون ولا جرم لها، ومعلوم أن علامات النجاسة: اللون، والرائحة، والطعم، لم يعد هناك جرمٌ وزال أثر النجاسة أكدنا أن العضو كله قد بلل بالماء، ماذا بقي؟ الذي يبقى تعذيب النفس، وطاعة إبليس، والله عز وجل نهى عن طاعة إبليس، ونهى أن تتبع سبل الشيطان: {لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:21] وهذا الشيطان يوسوس لها أن طهارتها غلط وصلاتها غلط وإلخ.
ثم هذه قضية لا تقف عند حد إزالة النجاسة والقعود فيها ساعات، بل ربما تدخل أشياء في المخرج وتعذب نفسها، ثم تعيد غسل العضو عشرات المرات، ثم تخرج من الحمام وتقف في الصلاة فتكبر عشرات المرات، وتقرأ الفاتحة عشرات المرات، وهكذا تعيش في الوسوسة، ولذلك نقول: كفى تعذيباً للنفس وتعذيباً للزوج وإهمالاً للأولاد في هذه القضية، ماذا تريد؟ طاعة الله؟! تطيعه بإزالة النجاسة على الوجه الذي أمر به سبحانه وتعالى، وقد جاء واحد من الناس وقال لعالم من العلماء: أنا أنغمس في الماء وأشك في أني قد اغتسلت، فما حكمي؟ قال: لا صلاة عليك اذهب، قال: ولم يا شيخ؟ لماذا لا صلاة عليَّ فأنا مسلم؟! قال: الذي ينغمس في الماء ينغمس من رأسه إلى قدمه ثم يشك أنه قد اغتسل فهذا مجنون؛ والمجنون مرفوع عنه القلم، وبالتالي لا صلاة عليك، فنقول: يكفي إزالة النجاسة والوضوء، والرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال في الطهارة وفي الوضوء؟ قال: (الوضوء ثلاثاً، فمن زاد فقد أساء وتعدى وظلم) ثلاثة أشياء: أساء، وتعدى، وظلم، والواجب إهمال الوسواس ولا بأس أن تعرض نفسها على طبيبة نفسانية تعالج لها شيئاً من هذا.