الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً رسول الله البشير والنذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وأزواجه وذريته الطيبين الطاهرين إلى يوم الدين.
عباد الله: إن مما يثير الحمية في النفس لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ولشخصه الكريم ما يراه المسلم من هجمات أهل الكفر والزندقة والانحلال، والنفاق في هذا العصر على النبي عليه الصلاة والسلام وسنته، وقد صارت هناك موجة وموضة من حرية الكفر لا حرية الفكر في كثير من الأماكن بين المسلمين، عندما يخرج الواحد تلو الواحد لأجل المس بهذا الدين والشريعة والسنة ويكتب من يكتب الكتب التي تلقي الشبهات حول نبينا صلى الله وسلم ونبوته كما فعل واحدٌ منهم في هذه الأيام.
وإن من العلامات التي تدل على صدق محبة الإنسان لنبي الله صلى الله عليه وسلم المنافحة عنه وعن سنته ويغلي الدم في العروق وأنت تسمع يا عبد الله تلك الشاعرة التي تلقي قصيدة في مناسبة عيد المرأة، وهذا من فوائد الأعياد المبتدعة إن صح أن يكون لها فوائد، وكلها أضرار، لكن حتى نعلم هذه المبتدعات تقود إلى ماذا؟ في عيد المرأة تحدثت عبر الهواء امرأة في قصيدة لها تقول فيها:
ملعون يا سيدتي من قال عنك أنك من ضلع أعوجٍ خلقتِ
ملعون يا سيدتي من أسماك علامة على الرضا بالصمتِ
من هو الذي قال ذلك؟ من هو الذي قال: (إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فإن ذهبت تقيمه كسرته وقال: كسرها طلاقها) ومن الذي قال لما سئل عن البكر إذا استحيت أن تقول عند عقد النكاح صراحة بالنطق نعم، أو تظهر الموافقة بالكلام فقال: (إذنها صماتها) من هو القائل؟ هو النبي عليه الصلاة والسلام، ففي عيد المرأة تخرج هذه الشاعرة التي ارتدت بالنص، وتكفر على الملأ في هذه الموجات البثية الإذاعية، لتعلن الردة عن الإسلام على رءوس الأشهاد، وعندما يقوم بعض المسلمين للإنكار والمطالبة بالدعوى عليها وإقامة الحد الشرعي وهو حدٌ مهم منسي، حد الردة، تقوم منادية الشرفاء للتصدي للاتهامات الباطلة.
وامرأة أخرى أنالها الله الخزي في الحياة الدنيا والآخرة تقوم أيضاً لتقول في مقابلة صحفية: إن الحج مظهر من مظاهر الوثنية وكذلك تقبيل الحجر الأسود ومسحه، وإن عقلها لا يقبل ذلك، وقالت: الحجاب غير إسلامي، هذه الموضة -أيها الإخوة- من إعلان الكفر على الملأ، هذه الموضة والانحلال من الدين الذي نسمع عنه، إنه فعلاً دليل على وجود صف للمنافقين يعمل داخل هذه الأمة، وأن فيها من المرتدين من يجب إقامة حد الله عليه بضرب رقبته بالسيف حتى يبرد.
ونعلم أيضاً أن المحبة الحقيقية للنبي عليه الصلاة والسلام تكون بإقامة الحد على هؤلاء، وليس بإقامة الاحتفالات بالمولد، فإذا رأيتهم يسكتون عن هذه الأقوال ويقيمون الاحتفالات فتعلم وتفهم أي شيء؟ ماذا تستنتج يا عبد الله؟ إقامة البدعة وترك الكفرة والمنافقين والمرتدين يسرحون ويمرحون، أين المحبة المزعومة للنبي عليه الصلاة والسلام في نفوس هؤلاء؟! أيها الإخوة! إننا نوقن أنه ليس في أفعال الله شر محض، وأن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليبتليه ويبتلي به وقد ابتلى به هؤلاء، ابتلى به، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
أيها الإخوة! تتزامن الأحداث ليكتشف المسلم أين هي المحبة للنبي عليه الصلاة والسلام حقيقة والدفاع عنه وعن دينه وعن سنته وعن شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم؟ ولا شك أن المسلم لا بد أن يغار على الدين ولا بد أن يكون له موقفٌ من بطش أولئك المجرمين، ولا بد أن يعلم بأن هذا الكفر الذي ينشر على الملأ وخصوصاً المقابلات في تلك الفضائيات مع هؤلاء الزنديقات والمنحلات وغيرهن من المنحلين -أيضاً- من الدين، أن ذلك مما خطط له الكفار في نشر الردة والكفر علناً حتى تستمرئ أسماع المسلمين سماع مثل تلك العبارات الشنيعة، فيعتادوا عليها مع الوقت، ولكن في نفوس المسلمين حمية للدين لم تمت بعد، وعندهم غيرة لم تضمحل بعد، ولذلك يقوم المخلصون منهم برفع دعاوى الاحتساب، وعمل ما يمكن عمله والمطالبة ورفع الصوت لأجل أخذ الحق للنبي عليه الصلاة والسلام من هؤلاء المردة من شياطين الإنس.
أيها الإخوة! نحتاج فعلاً إلى دعوة صادقة وتعليم للسنة، وبيان لمعاني الخروج عن الدين والردة؛ لأنها أمرٌ قد تفشى وأذيع وأعلن، فلا بد إذاً من الحذر والعلم والبيان، وهذه وظيفة أهل العلم.