التفاؤل عند الدخول في الحياة الزوجية

ولا بد من الدخول في الحياة الزوجية بنفسية التفاؤل، لا نفسية الخوف والتشاؤم، وهنا نريد أن نذكر مشكلة بسيطة تحدث أحياناً وهي: أن هذا الخاطب أو هذه المخطوبة يكون ماضيها ليس بالحسن، ماضٍ فيه بعض المعاصي والمنكرات، وهنا تتحرج المرأة أو قد يتحرج الرجل: هل يجب عليه أن يخبر الفتاة أو أهل الفتاة بماضيه؟ ثم تقول هي في نفسها: هل يجب علي أن أخبر هذا الرجل بأنني كنت مثلاً أعاكس بالهاتف؟ فنقول: لا يشترط ذلك أبداً، وما دام ستره الله وسترها فليستر ولتستر على نفسها هذا إذا حصلت التوبة إلى الله، وانقطع ذلك المنكر، وتبدلت تلك الحياة السيئة بحياة طيبة صالحة، فما دامت التوبة حصلت فإنه لا يصلح أبداً ولا يشترط مطلقاً أن يصارح كلٌ منهما الآخر بما كان منه في الماضي، شيء حصل وانتهى والله يغفر ويتجاوز.

وهو عليه ألا يسمع كلام الناس فيها خصوصاً عن الماضي إذا تابت إلى الله، وهي كذلك إذا تأكدت من صلاحه واستقامته الآن، وأنه قد تاب توبة صالحة فإنها لا تسمع لكلام المجرحين فيه.

وهناك أمور قبل الزواج تكون أحياناً عقبات، مثل: المرأة الموظفة ما هو رأي الزوج في الوظيفة؟ هل يريد منها أن تترك الوظيفة أو أنه يسمح لها بالاستمرار في الوظيفة؟ المرأة تدرس في الكلية أو في الثانوية: هل يسمح الزوج لها بالاستمرار في التعليم أم لا؟ أولاً: هذه المسألة لا داعي لأن توضع وكثير من الناس يخطئون فيضعون شرط إكمال المرأة للوظيفة أو التعيين أو الدراسة قبل صلاح الرجل وتدينه، قبل التأكد من أي شيء، أول شيء يقال للرجل: المرأة تريد أن تعمل في الوظيفة أو تريد أن تستمر في التعليم وهكذا.

ولكنني أقول في نفس الوقت: إن الأمور ينبغي أن تكون واضحة من البداية، فبعض الناس يقولون: نتزوج وبعد ذلك لا نختلف، أو نزوجه ثم لا نختلف، أو هو يقول: أتزوج ثم لا أختلف.

لا، ينبغي أن تكون الأمور واضحة من البداية، قد يتفق هو وإياها مثلاً على ترك الوظيفة، أو يتفق هو وإياها على الاستمرار في الوظيفة، وتفادياً لحصول الاختلافات في مسألة الراتب فإنه لا بد أن تكون الأمور واضحة أيضاً، فهو قد يتفق معها على أن تستمر في الوظيفة على أن تعطيه جزءاً من الراتب مقابل عدم تفرغها التام لشئون البيت، وإذا اصطلحت هي وإياه على أي شيء كان طيباً، وإذا شترطت هذا الشيء في العقد كان لازماً للرجل، فإذا لم تشترطه في العقد فإنه ليس بلازم، فإن له أن يمنعها من الدراسة أو الوظيفة إذا لم يكن ذلك شرطاً في العقد.

المقصود هو أن تكون المسائل واضحة حتى لا تحدث مشاكل في المستقبل، وفي الوقت الذي نقول فيه للمرأة: المهم الزواج، قدمي الزواج على أي شيء، وما دام الرجل صالحاً نقول للرجل: لا تجعلها عقبة، تزوجها ثم حاول أن تقنعها بالحسنى والتجربة -تجربة الحياة الزوجية- ستبين لها على أية حال ما هو الأصلح، وإذا كان الزوج عاقلاً والزوجة عاقلة فإنهما -إن شاء الله- لن يختلفا على أي مسألة من هذه المسائل في الغالب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015