الأدب الخليع

بالنسبة للقضايا الأدبية وهي خاتمة المطاف في درس هذه الليلة، فإن الاتجاهات الأدبية المتبناة من بعض أبناء المسلمين المستوردة من الخارج كثيرة جداً، أحياناً تكون إباحية، وأحياناً تكون رومنسية وكلام عن الحب والأدب العاطفي أو أدب الحب، والأدب المكشوف كما يقولون، اتجهت القضية في البداية إلى ترجمة أعمال الأدباء إن صح التعبير، فترجمت أعمال مشاهير الكتاب الغربيين من شكسبير إلى تولستوي وترجمت باللغة العربية، ونشرت بين المسلمين على أنها روائع في الأدب العالمي، وكذلك انتقل الأمر إلى ترجمة القصص الإباحية، كقصص ألكسندر توماس وإميل زولا وأنكول فرناس هؤلاء من الكتاب الإباحيين كتبهم كلها خلاعة وقصص مجون ودعارة، ترجمت أيضاً إلى اللغة العربية حتى يقرأها أبناء المسلمين.

ثم أتت حركة اللامعقول والكتابة الأسطورية، وكان على رأسها جان كول سارتر وكامو واستخدموا أسلوب الضياع وفلسفة الضياع والعبث المستقاة من أساطير الرومان، فقلدهم بعض المنتسبين إلى الإسلام مثل طه حسين وتوفيق الحكيم في كتب على هامش السيرة والفتنة الكبرى وأصحاب الكهف، وقلد بعد ذلك الكتاب الذين يعيشون بين المسلمين الحركة الإباحية في كتبهم، فكتب إحسان عبد القدوس ونزار قباني ونجيب محفوظ من الضلال الذين سيحاسبهم الله عز وجل عليه حساباً عسيراً إن لم يشأ أن يتوب عليهم على ما أفسدوا في أجيال المسلمين من هذه القصص الإباحية.

وطالب بعضهم مثل سلامة موسى بفصل الأدب عن القيم الدينية، وبرزت الوجودية -اتجاه الوجود- والنظرية الوجودية في كتابات أنيس منصور، والاتجاهات الماركسية في أدب نجيب محفوظ، ونهج لا معقول وهي فكرة الحداثة التي صارت حولها ضجة كما هو في شعر بدر شاكر السياب وأدونيس وغيرهم، هذه الحداثة أو هذه الكتابات الفوضوية التي ليس لها خطام ولا زمام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015