بالنسبة للغة العربية تعرضت طبعاً لتشويهات ومحاولات في هدمها كثيرة جداً منها: الدعوة إلى العامية، فلما كانت اللغة العربية مما يقض مضاجع الكفار أنهم يرون المسلمين يصلون الصلوات الخمس، ويؤذنون خمس مرات في اليوم بلغة واحدة، يقض مضاجعهم ويؤلمهم ويجعلهم يتحسرون، كيف يقرأ الهنود والأتراك وأهل باكستان وإندونيسيا وماليزيا القرآن بلسان عربي مبين؟ كيف يجتمعون على القرآن بلسان عربي مبين؟ وكيف يحفظ هؤلاء الأعاجم القرآن عن ظهر قلب؟ هؤلاء طبعاً عندما يرون هذا لا بد أن يعملوا شيئاً لتحطيم لغة القرآن.
ومن أوائل من قرع ناقوس الخطر لبني دينه وقومه، المستشرق أرنول جوندو في كتابه: الإسلام والغرب، ونشأت بعد ذلك قضايا تحطيم اللغة العربية بوسائل: إضعاف اللغة العربية كلغة رسمية، وعدم الاهتمام بتدريسها، وعدم الاهتمام بمدرسي اللغة العربية، والدعوة إلى اللهجة العامية.
وكان مع الأسف ممن فتح الباب محمد عبده ودعا إلى تصحيح الخطأ المشهور من أخطاء النحو والصرف التي كانت تتخلل الكتابة في عصره، ففتح الباب حتى جاءت القاعدة العجيبة: صحيح مشهور خير من فصيح مهجور، لو كان هذا الاستعمال العامي خطأ، فما دام أنه مشهور فإننا نأخذ ولا نذهب إلى فصيح مهجور، بل نستمر على الخطأ المشهور أحسن، وكان عبد الله النديم تلميذ محمد عبده ممن أسهم في الدعوة إلى العامية واستخدامها في لغة الصحافة ولذلك كان يكتب في مجلة الأستاذ، وكان يصدر في كل عدد من هذه المجلة مقالة مكتوبة باللهجة الدارجة.
وجاء كذلك معه أحمد لطفي السيد وزميله ورفيق عمره عبد العزيز فهمي وزوج أخته إسماعيل مظهر ثم صديقهم الحميم طه حسين، وأعلنوا عداوتهم للغة العربية والثقافة الإسلامية، وهؤلاء وبالذات أحمد لطفي السيد الذي كان متأثراً جداً بـ دارون ومل ورسو وأضرابهم من الغربيين، الذي دعا إلى التفرنج وتحرير المرأة مع قاسم أمين، كانت لهم مواقف من اللغة العربية، بل إن بعضهم وصل به الأمر إلى أن دعا إلى أن تكتب اللغة العربية بالأحرف اللاتينية، تصور يقول: السلام عليكم تكتب ( صلى الله عليه وسلمLSSLصلى الله عليه وسلمM صلى الله عليه وسلمLYKM) كما تكتب في بعض الكتب التي تعلم غير العرب الكلام العربي ولكن بالأحرف اللاتينية، وصلت المسألة إلى هذه الدرجة، ومن رواد هذه المدرسة كذلك عبد العزيز فهمي الذي دعا بالنزول بالفصحى إلى مستوى العامية، وكذلك مشى معهم توفيق الحكيم الذي وضع قاعدة: (سكن تسلم) حتى يضيع النحو، يضيع الفاعل من المفعول، أي تضيع المسألة، سكن تسلم.
وكذلك طبعاً ركزوا على قضية المرأة المسلمة وهذا مجال له بحث خاص، وشجعوا فكرة تحديد النسل، وهذه ليست فكرة إسلامية أبداً، إنما أتتنا من الكفار وتبناها بعض أبناء المسلمين وبعض الأطباء أيضاً مع الأسف وصاروا يروجون لها.