والولاية لله كذلك تعني اتخاذ المواقف في ذات الله، وتحديد المواقف من الناس في ذات الله، ووضع الإمكانيات المادية وغيرها في سبيل الله.
مثال: قصة إسلام ثمامة رضي الله عنه، لما أسلم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، يا محمد! ما كان على الأرض وجهٌ أبغض إليَّ من وجهك، فلقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان من دينٍ أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إليَّ، والله ما كان من بلدٍ أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ.
هذا كله تم في لحظات الإسلام، هذا الفرق بين إسلام الأوائل، وإسلام الناس اليوم في لحظات يدخل في دين الله تقوم مقتضيات الولاء والبراء في نفسه، فيحب رسول الله، ودين رسول الله، وبلد رسول الله أكثر من أي شيءٍ آخر، ثم استأذن رسول الله في العمرة فشجعه عليه الصلاة والسلام عليها، فماذا قال لما ذهب إلى كفار قريش في مكة؟ اتخاذ المواقف، تحديد الموقف من أعداء الله، ووضع الإمكانيات لنصرة الله وولايته لله، قال: ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، وكانت اليمامة تصدر الحنطة إلى مكة، حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضع إمكانيات البلد كلها موطنة في سبيل الله، وولايته ونصرته، مَنْ من الناس اليوم يضع إمكانياته في سبيل الله؟ مَنْ من الناس يستشعر هذا؟!