الطبيب المسلم صاحب أمانة: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب:72] فقد يخبر الطبيب المريض لأسباب عن أسرار خاصة به، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (المجالس بالأمانة، إذا حدث رجل بحديث ثم التفت فهي أمانة) فلا يجوز له أن يفشي أسرار المريض إلا إذا كانت القضية تستدعي تبليغ الشرع ووصول القضية إلى المحكمة، فهذا أمرٌ آخر، لكن الأشياء التي لا تستدعي ذلك، لا يحوز للطبيب إفشاؤها بأي حال، سواءً كان ذلك متضمناً في قَسم المهنة أو ليس بمتضمن، فإن الطبيب صاحب أمانة، والله عز وجل يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58] وقد يحمله المريض وصايا، أو يحمله المحتضر وصية وهو على فراش الموت، أو يطلب له أن يستسمح له من أشخاص أو يعتذر إليهم، أو يقول: أنا أخذت من فلان كذا، أو لفلان دين، أو لفلان عندي مال ولفلان عندي حق، فعلى الطبيب أن ينقل ذلك بأمانة، وأن يخبر أولياء الميت وورثته بما أخبره به المريض.