وكذلك فإن الطبيب آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر، ولذلك فهو ينكر الاختلاط والتبرج المتفشي الموجود الآن في عالم الطب في المستوصفات والكليات وغيرها: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) ونحن ما أوتينا إلا من قضية التواكل وإلقاء المسئولية على الآخرين، وكل واحد يقول: ليس من شأني هذا ولا من تخصصي، أنا مجرد معالج، فيرى المنكر أمامه فلا يغيره، بل ربما يساعد في المنكر، كأن يأتيه شخص يقول: إنني أريد السفر إلى الخارج إلى بلاد الفسق والفجور، وأريد أن تعطيني إبرة مناعية للأمراض الجنسية، فإذا علم الطبيب أن هذا الرجل سيذهب إلى الفجور، فلا يجوز أن يعينه على ذلك بإعطائه مثل هذه الإبر التي يساعده بها على أن يقع في الحرام، ولو جاءه مريض مصاب بمرض جنسي، يساعده ولو كان فاسقاً ويعالجه لأجل عدم انتشار المرض عند الأصحاء والأبرياء، فلو جاءك فاسق أصيب بمرض نتيجة فواحش فلك أن تعالجه، ولكن تنصحه لعله أن يتوب، أما أن تعطيه من الأسباب ما يقويه على الفاحشة ويشجعه عليها، فهذا لا يجوز لك بأي حال من الأحوال.