ثم ننتقل إلى مشكلة أخرى من المشاكل أو الشكاوى مع حلها، يقول: إنني شاب طالب أشكو من الفوضى وضياع الوقت، لا أعرف ماذا أفعل، قد أبدأ بعمل ثم لا أنتهي منه وأنا مقصر في الدراسة وأيضاً في طلب العلم وأيضاً في الدعوة إلى الله، لا أعلم ماذا أُقدم وماذا أؤخر، وأخشى من ضياع عمري بلا فائدة، أحس كأني أسير لغير هدف، فكيف أفعل في تنظيم وقتي؟
صلى الله عليه وسلم نقول: سبق أن أجبنا عن هذه المشكلة، أو سبق أن كانت المحاضرة الماضية: كيف ينظم المسلم وقته عن هذا، ولكن بعض الإخوان يقول: نحتاج لتركيز في الموضوع، بين لنا المسألة بخطوات، فإجابة لهذا الطلب، وتبييناً لحل هذه الشكوى، فإننا نقول: هاك واحداً وعشرين نقطة في مسألة تنظيم الوقت: الأولى: أن يشعر الإنسان المسلم بالغيرة على وقته، وأنه إذا ذهب فإنه لن يعود.
ثانياً: أن يستشعر الهدف الذي خُلق من أجله، وأن عبادة الله شاقة، وأن الواجبات أكثر من الأوقات.
ثالثاً: أن ينظر في حاله وإمكاناته وأن يدرس وضعه جيداً، وبناءً على ذلك يخطط لتنظيم وقته.
رابعاً: ليعلم بأن الترتيب مهم جداً، وأنه يوفر أوقاتاً كثيرة وخصوصاً عند البحث عن الأشياء الضائعة.
خامساً: التخطيط وكتابة مذكرات بما ينوي أن يفعله الإنسان كل يوم مثلاً.
سادساً: عمل جداول زمنية سواء للأيام أو للأعمال التي يريد أن يقوم بها بحيث تتلاءم مع واقعه ومع قدراته دون تسريح في الخيال أو الأحلام أو وضع أشياء لا يستطيع أن يطبقها.
سابعاً: تحديد مواعيد الأشياء الثابتة كالأكل والنوم والمذاكرة والزيارة.
ثامناً: توزيع المهمات التي يستطيع أن يساعده فيها الآخرون.
تاسعاً: أن يبذل كل ما يستطيع من مال من أجل توفير وقته.
عاشراً: قتل مضيعات الوقت كالنوم الكثير والأكل الكثير والكلام الكثير والخلطة الكثيرة والمكالمات الهاتفية ووسائل اللهو بأنواعها.
الحادي عشر: أن يعود الآخرين على احترام وقته.
الثاني عشر: أن يتعلم كيف يستغل وقته بالسماع والقراءة في أوقات الانتظار مثلاً، أو في الأوقات الضائعة في السفر ونحوه.
الثالث عشر: أن يستغل وقته بأكثر من شيء إن استطاع.
الرابع عشر: أن يحارب التسويف، وأن يعلم بأنها عادة قبيحة وأن يقدم على تنفيذ المهمات ولو كانت صعبة وشاقة لكي يستريح، وأن يجزئها إلى أجزاء صغيرة ما أمكنه ذلك ليسهل قضاؤها.
الخامس عشر: أن يستعين بالالتزام مع الآخرين ليتشجع ويستمر، قضية الالتزام الجماعي وقد سبق أن بيناها.
السادس عشر: إياك والكمال الزائد.