قال: (لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)، هذه الجملة مفسرة لما تقدم، على احتمال أن ترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة حقيقة التوكل، ويحتمل أن تكون من العام بعد الخاص، ذكر بعض أفراد العام ثم ذكر العام بعده، وهذه المسألة وهي قوله: (وعلى ربهم يتوكلون)، هذه هي الصفة الواضحة المهمة، أهم صفات السبعين ألفاً هؤلاء أنهم يتوكلون على الله {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2] والأشياء المذكورة تدل على ذلك (لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون)، تدل على أنهم متوكلون على الله، عندهم صدق في الالتجاء إليه والاعتماد بالقلب عليه، وهذا تحقيق التوحيد، وهذا مقام الذي يحب الله ويرجوه ويرضى به ويرضى بقضائه، ويعرف نعماءه سبحانه وتعالى، فهؤلاء هم المتوكلون على الله عز وجل.