لقد ذكر علماؤنا شروطاً للحجاب، فالمسألة ليست لعباً، وأي حجاب يُشترى في السوق، فلا بد فيه: أولاً: أن يكون شاملاً للبدن لا يكشف شيئاً منه أمام الأجانب.
ثانياً: أن يكون سميكاً صفيقاً غير شفاف.
ثالثاً: أن يكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق.
وأنواع العباءات التي تلبس الآن، والتي تلتصق بالجسد، فهي سوداء، ولكنها ملتصقة تعرف منها حجم المرأة وأعضاءها، وتميز يديها ووسطها من هذه العباءة التي تلبسها.
رابعاً: ألا يكون مطيباً ولا مبخراً.
خامساً: ألا يشبه لباس الرجال، فلا يجوز للطبيبة في المستشفى أن تلبس هذا الصدار الذي يلبسه الطبيب، لا بد أن يختلف عنه في تفصيله حتى لو كانت متحجبة حجاباً كاملاً.
سادساً: ألا يشبه لباس الكافرة، فلا يجوز مشابهة لباس الكافرات.
سابعاً: ألا يكون ثوب شهرة.
وكل الأحاديث التي وردت فيها شيء يدل على كشف المرأة لوجهها، فإما أن تكون أحاديث ضعيفة، وإما أن تكون أحاديث وقائع لا عموم لها، أي: أشياء فردية لا يمكن تطبيقها، ومجابهة ونسف النصوص العامة بهذه الأحاديث الخاصة، أو أن تكون الأحاديث فيها ترخيص في الرؤية؛ كالخطبة والتطبيب والشهادة، أو أن تكون أحاديث يتطرق إليها الاحتمال، فيسقط بها الاستدلال، ونحن مع المحكم من كتاب الله مع الأدلة القطعية {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور:31] وأنتم تعلمون الآن من الواقع حكمة ربنا في فرض الحجاب.
نظرةٌ فابتسامةٌ فسلام فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ
وكم من البيوت تدنست، وكم من الأعراض تلوثت بسبب عدم لباس هذا الحجاب! أيها الإخوة:
يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ
وهذه محنة الدين التي يعيشها كثيرٌ من المسلمين الآن؛ فلا يبالي الرجل مطلقاً وزوجته تسير سافرة بجانبه، ولا يبالي أبداً وهي تختلي بسائق في السيارة، ولا يبالي وهي تخرج من المدرسة كاشفة، وثيابها رقيقة، وقد رفعتها، وسمي الآن بنصف العباءة، أن تكون الثياب من أسفل كاشفة وضيقة.
أيها المسلم: عندما تخرج معك زوجتك متزينة إلى السوق والشارع، أتراها تتزين لمن؟ اسأل نفسك هذا
Q تتزين لمن؟ أسألك بالله العظيم إذا خرجت معك زوجتك إلى الشارع وهي متبرجة متعطرة متكشفة، رافعة جلبابها، حاسرة عن وجهها، والخمار إلى نصف الشعر لمن تتزين؟ هل تتزين لك أنت وقد كان حريٌ بها أن تتزين لك داخل البيت؟ ما معنى أن تترك الزينة لك داخل البيت ثم تتزين للناس في الشارع؟ أين الغيرة يا عباد الله؟ اللهم مُنَّ علينا بالحياء والستر يا رب العالمين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.