كذلك فإن من الأمور التي نتعامل بها مع المخطئ: أن نطالبه بالكف عن الخطأ فوراً وعدم الاستمرار فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع أو رأى خطأً طلب من المخطئ الكف عن الخطأ فوراً، فعن عمر رضي الله عنه أنه قال مرةً والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع: (لا وأبي -حلف بأبيه وكان ذلك من حلف أهل الجاهلية- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه -أي: اكفف اسكت عن هذه الكلمة- إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) رواه الإمام أحمد، وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن بشر، قال: (جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة)، وما أكثر ما يفعلونه في المساجد في خطب الجمعة! يأتي متأخراً ويريد أن يشق الصفوف (جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس، فقد آذيت) آذيت الناس آذيت عباد الله آذيت المصلين آذيت المبكرين إلى الصلاة.
ولما تجشأ رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (كف عنا جشاءك، فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا، أطولهم جوعاً يوم القيامة) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
إذاً عندما أساء الأدب بحضرة الناس، أمره عليه الصلاة والسلام أن يكف عن هذا الفعل المشين.