ومن علامات ضعف الإيمان: فشو الأمراض القلبية، مثل: حب الظهور، وإرادة أن تكون الكلمة له، وأن يأخذ الجميع بآرائه وأقواله.
ومن علامات ضعف الإيمان: عدم الاكتراث لفوات مواسم الخيرات، يعني: لو جئت لأحد الناس، وقلت له: هل صمت أمس؟ لأن أمس كان يوم عرفة، أو عاشوراء، قال: والله نسيت ما تذكرت، والأمر عادي، خيرها في غيرها! فعدم الاكتراث لفوات مواسم الخيرات يدل على عدم اهتمام الشخص بتحصيل الخير والحسنات نتيجة ضعف الإيمان في نفسه.
وكذلك من علامات ضعف الإيمان: أن يقول الإنسان ما لا يفعل، والله يقول: {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:3].
ومن علامات ضعف الإيمان: أن يأخذ كلام الإنسان وأسلوبه الطابع العقلاني البحت، ويفقد السمة الإيمانية حتى لا تكاد تجد في كلام هذا الشخص أثراً فيه نص من القرآن، أو السنة، ولا للتسليم بشرع الله، يعني: تجد كلاماً عقلانياً، وحججاً عقلية، ليس فيها قرآن ولا أحاديث، بل طبيعة الجدال والنقاش فقط، ولذلك الكلام غير مؤثر حتى لو أتى بأدلة كثيرة عقلية، لا يؤثر في نفوس الآخرين.
ومن أعراضه: الشح والبخل.
ومن مظاهر ضعف الإيمان: المغالاة في الاهتمام بالنفس؛ أكلاً ولبساً أناقة مسكناً مركباً، تجد الإنسان هذا ضعيف الإيمان يهتم بالكماليات جداً، يهتم بلباسه جداً، ويشتري أغلى الأقلام، ويهتم بسيارته جداً، في مسكنه يزوقه ويحسنه، وينفق الأموال والأوقات في هذه التحسينات، وليس لها ضرورة، وليست حتى مما يسهل الحياة العملية، وإنما مجرد إنفاق أموال تضيع في أشياء لا فائدة منها، ويقدم اهتمامه بنفسه على الآخرين، وينفق أمواله والمسلمون يحتاجون إليها حتى يقع في التنعم أي: الترفه الزائد عن الحد، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن، قال: إياك والتنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين).
إذن! الإغراق في الأناقات، والإنفاق على النفس في الكماليات، والتزويق والتحسين، هذه الأمور دليل على أن الإنسان مستعد أن ينفق أموالاً وأوقاتاً غير مكترث لإنفاق هذه الأموال والأوقات في أشياء أهم منها.