وختاماً: فإن رجل العقيدة يعلم بأن المستقبل للإسلام، ويعلم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأحاديث كثيرة على أن المستقبل للإسلام، ومنها: (بشر هذه الأمة بالسناء والتمكين في البلاد، والنصر والرفعة في الدين، ومن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة نصيب).
هذا الكلام مهم جداً أن نعلم أن المستقبل للإسلام، لماذا؟ لأن الناس يقولون: مستحيل أن يخرج اليهود من فلسطين؛ لأن عندهم القنابل والطائرات وعندهم السلاح وعندهم وعندهم، لكن أريد أن أسألكم سؤالاً، كم مكث النصارى -الروم- في القدس في الماضي؟ قرابة تسعين عاماً، ثم أخرجهم المسلمون في النهاية، واليهود كم مدة احتلالهم لـ فلسطين؟ قرابة أربعين سنة.
وكان المسلمون أيام الاحتلال الصليبي في ضعف، ثم قيض الله للأمة صلاح الدين فأخرجهم وليس بعزيزٍ على الله أن يُخرج رجلاً في الأمة يجتمع عليه المسلمون، فيخرجون اليهود، وكذلك مر في التاريخ الإسلامي أحداث سوداء جداً، المسلمون في غاية الضعف، كيف كان التتر والمغول يفعلون بالمسلمين في البداية قبل أن يدخل فيهم الإسلام؛ كان الجندي من التتر يدخل الحي من أحياء المسلمين، ولا يتكلم أحد من المسلمين؛ لأنهم في ذل، فيقول: اجتمعوا يا أهل الحي، فيجتمعون كلهم ولا يتخلف منهم رجل واحد، فيقول لأحدهم: ضع رأسك على الصخرة، فيضع رأسه على الصخرة، ويقول لرجل آخر من المسلمين: خذ هذه الصخرة ورض بها رأس صاحبك، فلا يملك ذلك المسكين إلا أن يأخذ الصخرة ويرض بها رأس صاحبه وهكذا يفعل بهم واحداً واحداً حتى يفنيهم وهو واحد؛ لأن الذل عم المسلمين، ولكن مع ذلك صد المسلمون بعد مدة حملات التتر.
إذاً أيها الإخوة: مهما كاد الكائدون فالمستقبل للإسلام، ومهما حاول أهل الشر والبغي، ومهما خطط المخططون فإن المستقبل للإسلام.
انظر إلى التاريخ الإسلامي المعاصر، كم ضربة وجهت للإسلام والمسلمين؟ كم خطة أعدت؟ كم محاولة جرت؟ ومع ذلك الصحوة الإسلامية في ازدياد، وهذا دليل على أن ديننا دين عظيم؛ فهو يحمل في طياته عناصر استمراريته وهيمنته: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة:32].
وصلى الله على نبينا محمد.