عدم إعانة من احتفل به من المسلمين وهذا هو الغالب، بل الواجب الإنكار عليهم؛ لأن احتفال المسلمين بأعياد الكفار منكر يجب إنكاره، قال شيخ الإسلام رحمه الله: وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم في ذلك، بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، وانتبهوا معي لما يحدث في المجمعات السكنية (الكنفاونس) من اختلاط شبابنا وبناتنا بهؤلاء الكفرة، أو ببعضهم البعض من الفسقة والفاسقات، وحفلات الرقص والديسكو والليزر والديجي وغير ذلك من أنواع الفسق والفجور الذي يبارزون الله به، والذي يدعون إليه بعضهم بعضاً، يدعون إليه علانية، ثم يذهبون فيقيمونه في تلك الصالات.
يقول شيخ الإسلام: ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد، مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته، خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرنا.
والآن ترسل بطاقات تهنئة إلكترونية في البريد الإلكتروني لإشاعة القضية بزيادة، ولتكون المسألة شعاراً مطبقاً وعنواناً؛ لكي يغرقونا في القضية، والمشكلة -أيها المسلمون- أن أبناءنا وبناتنا هم الذين يوقدون القضية أكثر مما يوقدها الكفار فيما بيننا، ومعنى ذلك: أن المسألة قد تغلغلت إلى درجة أننا لم نعد بحاجة إلى أيدٍ خارجية لممارسة مثل هذا النشر والتسويق لهذا العيد الشركي والكفري المحرم، وأن ما فينا يكفينا.
وبناءً على ما قرره شيخ الإسلام رحمه الله عندما قال: "ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهة الكفار في أعيادهم، وهذا من الإعانة على المنكر"، فإنه لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بهدايا عيد الحب من لباس أو ورود حمراء أو بطاقات تهنئة أو غير ذلك، وأن مكسبهم على هذا سحت وحرام، لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، كما لا يحل لمن أهديت له هدية أن يقبلها بل يقطعها ويمزقها ويقول لمن أتى بها إليه نصيحة تدل على ولائه للدين، وأنه مسلم، وأنه مستقل بشخصيته ولو هنأه، يرد التهنئة ويقول: اتق الله.