يأتي الناس آدم -الآن المؤمنون يريدون الذهاب منه إلى الجنة والكفار يريدون الفكاك ولو إلى النار من الكرب- فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم، فيقولون: ألا تشفع لنا عند ربك حتى يريحنا؟ يقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا فليقض بيننا -أول ما ينصرفون إلى آدم يقولون: هذا آدم أبو البشر أبونا لعله يرحم حالنا ويشفع لنا عند الله- فيقولون: يا أبانا! استفتح لنا الجنة -هؤلاء المؤمنون- والناس يقولون: استشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فليقض بيننا، فنريد الفكاك ونريد القضاء، الآن يطالبون بأن يبدأ الحساب، فالآن كل الطلب الذي يطلبونه أن يبدأ الحساب حتى ينتهي وتنفك الأزمة، يا آدم أنت أبو البشر أنت أبونا، يا أبانا، ويذكرون مناقبه لأنهم يطلبون منه طلباً يقولون: لك مكانة عند الله، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه وفي رواية: وأسكنك جنته، وعلمك أسماء كل شيء، أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله، فاشفع لنا عند ربك، قال آدم: لست هناكم يقول: منزلتي دون المستوى المطلوب، أنا لا أستطيع أشفع، منزلتي دون مستوى الشفاعة، لست هناكم.
فيريد أن يحولهم على غيره، لماذا لست هناكم؟ من باب التواضع يذكر خطيئته، مع أن الله غفر له لكن يذكر خطيئته التي أصاب وأنه أكل من الشجرة، ويذكر ذنبه فيستحيي ويقول: (إني أذنبت ذنباً فأهبطت به إلى الأرض، ويقول: هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم؟ ويقول: إني أخطأت وأنا في الفردوس فإن يغفر لي اليوم حسبي) ويقول: (إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، ائتوا نوحاً).