أصناف العلوم النقلية كثيرة؛ لأن المكلف يجب عليه أن يعرف أحكام الله تعالى المفروضة عليه، وهي مفروضة من الكتاب والسنة؛ بالنص، أو بالإجماع، أو بالإلحاق.
فلا بد من النظر في الكتاب ببيان ألفاظه أولاً.
ما هو الكتاب؟ القرآن الكريم.
وهذا هو: علم التفسير.
ثم بإسناد نقلته وروايته إلى النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء به من عند الله، واختلاف روايات القراء في قراءته، وهذا هو: علم القراءات.
ثم بإسناد السنة إلى صاحبها، والكلام في الرواة الناقلين لها، ومعرفة أحوالهم وعدالتهم؛ ليقع الوثوق بأخبارهم، بعلم ما يجب العمل بمقتضاه من ذلك، وهذا هو: علوم الحديث.
ثم لا بد في استنباط هذه الأحكام من أصولها من وجه قانوني يفيد العلم بكيفية هذا الاستنباط، وهذا هو: أصول الفقه.
وبعد هذا تحصلُ الثمرة بمعرفة أحكام الله تعالى في أفعال المكلفين، وهذا هو الفقه.
فإذاً: القرآن، والحديث، والفقه.
وهناك علوم آله، ذكرناها أيضاً، مثل: أصول الفقه، والمصطلح، واللغة.
قال ابن خلدون رحمه الله: ثم النظر في القرآن والحديث لا بد أن تتقدمه العلوم اللسانية؛ لأنه متوقف عليها، وهي أصناف، فمنها: 1 - علم اللغة.
2 - وعلم النحو.
3 - وعلم البيان.
4 - وعلم الأدب.