الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد؛ الأمين على وحي الله، والمبلغ لرسالة الله، والمجاهد في سبيل الله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، صلى الله عليه ورزقه الشفاعة يوم الدين، اللهم احشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته، واجعلنا تحت لوائه، يا أرحم الراحمين! أيها الإخوة: لا شك أن من أكبر أسباب تمزق الأسر وخراب البيوت في هذه الأيام: الآثار السيئة للخادمات والسائقين، الخدم الذين هم بلية من البلايا التي نزلت فأحاطت، وطمت وعمت، واستقرت وانتشرت في بيوت المسلمين، وخصوصاً عندما تكون الخادمة كافرةً، وجزيرة العرب لها خصوصية قد ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم جواز إقامة الكفار فيها، فقال: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب).
فهؤلاء يجلبون اليوم النصارى والبوذيين وغيرهم من الوثنيين؛ من الخادمات والسائقين ما يحرم عليهم، ويأثم والله الذي لا إله إلا هو! وهو واضع إياهم في بيته يعطيهم المرتبات، ويسلمهم السيارات، وأغلى من ذلك يسلمهم البيت والأولاد.
هؤلاء الكافرون والكافرات، الذين يعيشون في البيوت، لا يقيم أصحاب البيوت لهم وزناً، والخطر منهم كبير، والمصيبة بهم عظيمة، لكن أين المعتبرون الذي يعتبرون بما أصاب غيرهم؟! إن الخادمة يمكن أن تهدم بيته، نعم والله يمكن أن تهدم بيته، لأنها تكون في كثيرٍ من الأحيان فتنةً لصاحب البيت وأولاده الشباب، لأنهن يخرجن متزيناتٍ وغير محتشماتٍ ولا متحجبات، وكذلك السائق الأجنبي كم خرب بيوتاً، وكان له أثرٌ سيئ عليها.
النساء في البيت دون تربيةٍ ولا مراقبة، وتخرج مع السائق لوحدها بغية أن تتمشى في الشوارع، ورب البيت يتسكع لاهٍ بالتجارة وشلة السهرة، ألم يأتكم أنباء الخادمات اللاتي تسببن أو أقدمن على قتل صاحب البيت أو صاحبة البيت، أو خنق أحد الأطفال؟ هذا كثيرٌ ولا تمضي فترة وإلا ونسمع خبراً من ذلك.
هذه خادمةٌ نصرانيةٌ كانت تدخل رجالاً أجانب من أصحابها أثناء غياب الأبوين، وهم يلبسون أقنعةً مخيفة، حتى إذا رأوهم الأطفال خافوا ودخلوا وهي تخوفهم، وتقول: لو تكلمتم سآتي بالوحوش لافتراسكم، وهم أطفالٌ يريدون اللعب، وهي لا تريد أن تتعب في القيام عليهم، فكلما حصل شيء، خوفتهم بالوحوش، كيف تنشأ العقد النفسية، وينشأ الخوف والرعب وشخصية الولد الجبان وهكذا، ثم تقوم الفواحش، وتتحول عددٌ من البيوت الطيبة إلى أوكارٍ للفساد.
ألم تكن هذه الخادمات مصدر فتنة للرجل وللشباب في البيت، خصوصاً عندما لا يكون هناك خوفٌ من الله، ولا تربيةٌ ولا احتشام، ومهما أخذوا من الاحتياطات، فلا بد أن يغيب الرجل عن بيته، أو المرأة عن بيتها، فيقع ما يقع.