من كلامه في ليلة القدر، قال: الصحيح عندي أن ليلة القدر تنتقل في أفراد العشر -العشر الأواخر- فإنه حدثني من أثق به أنه رآها في ليلة سبعٍ وعشرين، وأما أنا فإني كنت في ليلة إحدى وعشرين وكانت ليلة جمعة، فواصلتُ انتظارها بذكر الله عز وجل، ولم أنم تلك الليلة، فلما كان وقت السحر وأنا قائمٌ على قدمَيَّ رأيت في السماء باباً مفتوحاً مُرَبَّعاً عن يمين القبلة، قدَّرتُ أنه على حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبَقِي على حاله وأنا أنظر إليه نحو قراءتي مائة آية -أي: في الطول والمدة- ولم يزل حتى التفتُّ عن يساري إلى المشرق لأنظر هل طلع الفجر، فرأيت أول الفجر، فالتفت إلى ذلك الباب فرأيته قد ذهب، فكان ذلك مما صدَّق عندي ما رأيت.
فالظاهر من ذلك: تنقلها في ليالي الأفراد في العشر، فإذا اتفقت ليالي الجمع في الأفراد، فأجدر وأخلق بكونها فيها.
وعائشة ماذا قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لما علمها الدعاء في ليلة القدر: (اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو، فاعفُ عني) ماذا قالت؟ (أرأيتَ إن أُرِيْتُها؟ -أُرِيْتُ ليلة القدر، فماذا أقول؟ - قال: قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو، فاعفُ عني).
فقد يرى بعض الناس أشياء من آياتِها وعلاماتِها كنورٍ مثلاً، أو مثل ما ذكر رحِمه الله.