عباد الله: هذا موكب أهل العلم يسير، ويقبض الله سبحانه وتعالى من شاء منهم، ويذهب من العلم طائفة عظيمة بقبض عالم من العلماء، قال ابن عباس [أتدرون ما ذهاب العلم؟ قالوا: لا.
قال: ذهاب العلماء].
الناس أحوج إلى العلماء منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب نحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثاً، والعلم يحتاج إليه في كل وقت؛ كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة".
هؤلاء العلماء يهتدى بهم في الظلمات، ويبينون الحق من الباطل عند الاشتباه، وهم زينة أهل الأرض كما أن النجوم زينة السماء، وهم رجوم للشياطين الذين يخلطون الحق بالباطل؛ فيرجمون أهل الأهواء والضلالات بالآيات من الكتاب والسنة، ولأن تموت القبيلة بأسرها أيسر من أن يموت عالم واحد، هذا فضلهم قد جاءت به الآيات والأحاديث.