هؤلاء العلماء هم ولاة الأمر وولاة الأمر تابعون لهم ولاة الأمر هم العلماء والأمراء، والأمراء يتبعون العلماء؛ لأنهم ينفذون ما يقوله أهل العلم، فقوله سبحانه وتعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] يدخل فيه العلماء أولاً، ثم يدخل فيه المنفذون لكلامهم ثانياً.
هؤلاء العلماء طاعتهم طاعة لله عز وجل، فقد أمر سبحانه وتعالى بها، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] قال ابن عباس رضي الله عنه: [يعني أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني القرآن في دينهم ودنياهم] وكذلك فإنه عز وجل قد أوجب الرجوع إليهم وسؤالهم عمّا أشكل، فقال: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:43] (إن العلماء ورثة الأنبياء) (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
إنهم المبلغون عن الأنبياء الذين ينقلون للناس أحاديث الأنبياء، فهم يعلمونها، ويحفظونها، ويعرفون صحتها، ويميزون أمرها، ويعلمون شرحها، وينقلونها للناس.
إنهم الطائفة التي أراد الله بهم الخير العظيم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
إن نجاة الناس والعالم والأمة منوطة بوجود العلماء، فإن يقبض العلماء يهلك الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).