نصيحة: تواضع الرجل في بيته، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم) فما كان صلى الله عليه وسلم متكبراً، ولا كان يقول: هذا ليس لي شأن به، هذا من عمل المرأة، بل إنه كان يكون في مهنة أهله كما ورد في الحديث الصحيح، يساعدهم في العجن وفي الخبز، بعض الآباء يترفعون عن مساعدة زوجاتهم في البيوت، الأكل على النار والولد يصرخ ليرضع، فلا هو يريد أن ينتبه لهذا ولا هو يستطيع -طبعاً- أن يرضع الولد، فإذاً لابد أن يقوم الرجل بشيء من مساعدة أهله.
نصيحة: عليك بملاطفة أهلك وممازحتهم مزاحاً حقاً، ومعاشرتهم بالمعروف، حتى لا يصبح في البيت تعاملات رسمية مثل الشركة، فإن البيت يختلف، بعض الآباء يدخلون بوجه كالح عبوس مقطب إلى البيت، إذا دخل سكت المتكلم، واستيقظ النائم، وخاف الآمن وهذا بيت لا يمكن أن يكون بيتاً سعيداً أبداً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يداعب زوجاته ويلاعبهن، وكان يلاطفهن بالكلام، وكان يقول لـ عائشة كلاماً كثيراً، لعله يكون بسط هذا الكلام في موضوع "العشرة الزوجية" الذي سنتكلم عنه بعد رمضان إن شاء الله من خلال ما نناقش من مشكلات الحياة العائلية والزوجية بالذات.
بعض البيوت -أيها الإخوة- كئيبة؛ لأن الآباء لا يلاطفون أولادهم، لا يعرف الطفل حنان الأب، ولا يعرف ملاعبة الأب، (كان صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته) رواه أحمد ومسلم وغيرهما، وهو حديث صحيح يدل على حب الصبيان واشتياقهم له، فإنهم ما إن يسمعوا بمقدمه حتى يخرجوا لملاقاته صلى الله عليه وسلم.