قال صلى الله عليه وسلم: (بَخٍ بَخٍ بَخٍ -كلمة تقولها العرب مدحاً للشيء- لَخَمْسٌ ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يُتَوفَّى للمرء المسلم فيحتسبه!) حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أحد ينصر مسلماً في موطنٍِ يُنْتَقص فيه مِن عرضه ويُنْتَهك فيه مِن حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيها نُصْرَته) يعني: يوم القيامة.
وقال: (مَن ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار) حديث صحيح.
فما أكثر الذين يقعون في الأعراض! وما أقل الذين يدافعون! وقال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن امرئٍ مسلمٍ يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلُّون عليه -يدعون له بالمغفرة والرحمة- في أي ساعات النهار كان حتى يمسي، وأي ساعات الليل كان حتى يصبح، وله خريف في الجنة على قدر طول طريقه) كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قَطَعَها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس) وفي رواية: (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأُنَحَيَنَّ هذا عن المسلمين، لا يؤذيهم، فأُدْخِل الجنة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن رفع حجراً عن طريقٍ كُتِبَ له حسنة، ومَن كانت له حسنة دخل الجنة) حديث حسن.
وقال عليه الصلاة والسلام: (ما مِن راكب يخلو في مسيره بالله وذكره) إذا كنت مسافراً فاستمعت للقرآن الكريم، أو قرأته، أو ذكرت الله تعالى في طريقك، يؤنسك ذكره عزوجل، وسماع كتابه (ما مِن راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا كان رَدِفَه ملَك) معه ملَك من ملائكة الله عزوجل.
وقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة يحبهم الله: وذكر منهم: والرجل يكون له الجار يؤذيه -وما أكثر المؤذين في هذا الزمن! - فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موتٌ أو ضعنٌ) أحدهما ينتقل، أو يموت، هذا يحبه الله تعالى.
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن كَظَمَ غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء) كثيرةٌ هي تلك الأحداث التي تثير الأعصاب، وتُخرج الإنسان عن طوره، ولكن مَن ملَكَ نفسه عند الغضب وكَظَمَ غيظه من رجل أثار حفيظته، واعتدى على شيء شخصي في حقه، فالله تعالى يثيبه يوم القيامة.
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن قَتَل وَزَغاً في أول ضربة) ذلك الحيوان الذي كان ينفخ على إبراهيم الخليل (مَن قَتَلَ وَزَغاً في أول ضربة كتب له مائة حسنة، ومَن قَتَلَها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، وإن قَتَلَها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة، أي: أقل) حديث صحيح، رواه الإمام أحمد ومسلم.
ولذلك كانت عائشة رضي الله عنها تتخذ رُمْحاً لقتل الأوزاغ.
وهذه الأشجار التي يغرسها الناس عشوائياً بسببٍ أو بدون سبب أو تقليداً للآخرين، نادراً من يحتسب فيها الأجر التالي: قال عليه الصلاة والسلام: (ما مِن مسلم يزرع زرعاً، أو يغرس غرساً، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كانت له به صدقة).
أيها الإخوة: هذه طائفة من أبواب الخير مما ذكره العلماء رحمهم الله تعالى في كتب الترغيب، لعل الله تعالى أن ينفعنا بذكرها واستعراضها، فنتذكرها ونتدبرها ونُقْبِل عليها.
نسأله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يفعلون الخيرات، ويتركون المنكرات، ويحبون المساكين.
اللهم ارفع درجاتنا، واغفر خطيئاتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا بالخير عاملين، ولسنة نبيك متبعين.
اللهم اجعل خروجنا من هذه الدنيا على شهادة التوحيد (لا إله إلا الله).
اللهم إنا نسألك أن تغفر لأمواتنا وأموات المسلمين.
اللهم اشف مرضانا، وارحم موتانا، واقضِ ديوننا، واستر عيوبنا، وأهلك عدونا.
اللهم إنا نسألك أن تجعل فرج المسلمين قريباً.
اللهم اكشف البأس عنا وعن المسلمين، اللهم اكشف البأس عنا وعن المسلمين، اللهم اكشف البأس عنا وعن المسلمين، فإنه لا يكشف البأس والكرب إلا أنت يا أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.