الحمد لله رب العالمين.
أشهد أن لا إله إلا هو الحي القيوم، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، لا يموت، والجن والإنس يموتون، خلق السموات بغير عمد، وخلق الأرض فذلَّلها لعباده، سبحانه ما أكرمه! وأشهد أن محمداً رسول الله، والرحمة المهداة، البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: ومن أبواب الخير: إفشاء السلام والابتداء به، حتى كان بعض السلف يغشَون الناس لا لشيء إلا لأجل إفشاء السلام.
قال صلى الله عليه وسلم: (السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقومٍ فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه) وما أكثر الذين يهملون اليوم، ولا يردون السلام، وترفع السَّمَّاعة لتلقي السلام على شخص أو موظف ليقول لك: نعم، وهلا، ونحو ذلك من الألفاظ التي ليس فيها شيء من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بوجوب رد السلام (فإن لم يردوا عليه رد عليه مَن هو خير منهم وأطيب) من هو الذي يرد عليه إذاًَ؟! ملائكة الله عزوجل.
حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: (زار رجلٌ أخاً له في قرية، فأرصد الله له ملكاً على مدرجته، فقال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تردها؟ قال: لا.
إلا أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك: أن الله أحبك كما أحببته).
فهنيئاً لمن يزور شخصاً قَرُب أو بَعُد في الله ومحبةً في الله، لا لشيء من الدنيا.