كذلك في هذا الحديث: معجزةٌ ظاهرةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وعلمٌ من أعلام نبوته، عندما حصلت البركة بمشاركة ريقه الطاهر المبارك للماء، فصار الماء كثيراً، وشرب منه أربعين رجلاً وملئوا الأواني، والمرأة ما نقص من مائها شيء، بل إنه أكثر مما كان، وهذا لا يمكن أن يكون إلا من نبي، ومهما حصل الآن من الاختراعات فلا يمكن أن يتوصلوا إلى أن يجعلوا قربة ماء تكفي أربعين رجلاً، ثم تملأ القرب وتكون أكثر مما كانت، فهذه معجزة لا يمكن أن تقع إلا لنبي، وهي من الآيات التي تقام بها الحجة على المشركين، ولذلك كانت المرأة مذهولة، وعرفت وقالت: أو إنه رسول الله.
إما ساحر، وإما رسول الله.