وفيه كذلك: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم البالغ بصلاة الفجر فإنه أبى في البداية أن ينزل الجيش، وأبى أن ينام في هذا الوقت، وقال لهم: (أخافُ أن تناموا عن الصلاة) ولم يرضَ إلا بعد أن تكفل بلال بأن يحرسهم لأجل الإيقاظ لصلاة الفجر.
وفيه: أن القوم إذا نزلوا منزلاً يجعلون لهم شخصاً إذا ظنوا ألا يستيقظوا، أو كان الوضع حرجاً، مثل أن يكونوا متعبين أو يناموا قبل الفجر بقليل، فلابد أن يجعل لهم من يوقظهم.
وفيه: أخذ الاحتياطات للاستيقاظ لصلاة الفجر، لا كما يفعل كثير من الناس اليوم من تضييع الصلاة، وتراهم -الآن- في رمضان ربما يسهرون إلى قرب الفجر، لأن الليل طويل، فيسهرون ثم ينعس فينام، فلا يصلي الفجر جماعةً ولا يصليها في وقتها، فتضيع عليه الصلاة، وبعضهم يهمل في وضع المنبه، وبعضهم يهمل في وصية أهله لإيقاظه، وبعضهم يهمل في النوم مبكراً، وبعضهم يهمل في الأذكار، وبعضهم يهمل في الوضوء قبل النوم، أسبابٌ مجتمعة تؤدي في النهاية إلى عدم الاستيقاظ للصلاة، وربما تعمد بعضهم ألا يضع شيئاً يوقظه، ونصح بعضهم أباً أن يوقظ ولده لصلاة الفجر، فقال: لا توقظه دعه يأخذ راحته، الجسم متى ما انتهت حاجته من النوم فإنه يقوم لوحده! إن كثيراً من الناس لا تنتهي حاجتهم من النوم، فإذاً: يجب أن يستيقظ الإنسان لصلاة الفجر ولو كان على حساب راحته ونومه، يجب الاستيقاظ للصلاة، ووضع بلال حارساً لأجل الاستيقاظ، مثل: وضع كافة الاحتياطات من شخصٍ يوقظك، أو هاتف، أو منبه، أو رش بالماء بأن يوصي زوجته أن ترشه بالماء لأجل الاستيقاظ وذلك لأهمية الصلاة، وكلما كان الإيمان قوياً كلما كانت الاحتياطات المتخذة للاستيقاظ للصلاة قوية، وكلما ضعف ضعفت، وربما أنها لا تكون موجودة أصلاً.