أول آثار المواعظ: رضوان الله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن العبد يتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يلقي لها بالاً، يكتب الله له بها رضاه إلى يوم يلقاه)، فلربما دخلت على ابنك أو ابنتك فسمعت من أحدهما كلمة نابية، فقلت له: يا بني! اتق الله، وأنت لا تلقي لها بالاً، يكتب الله لك بها رضاه إلى يوم أن تلقاه، فتذكر هذا واعلمه علم اليقين، وما أطيبه من أثر! طابت به أحوال المؤمنين والمؤمنات! ومن آثار المواعظ: أن الله يكتب لك أجرها وثوابها، ويحسن لك ذخرها في الدنيا والآخرة، ولذلك قل أن تجد والداً كثير النصح لأولاده، وقل أن تجد والدة كثيرة النصح لأولادها إلا وجدت بركة النصح في بيتهما وأهلهما وولدهما.
البيوت التي تقوم على المواعظ تغشاها السكينة وتتنزل عليها الرحمة، وتجدها أصلح حالاً من كثيرٍ من البيوت.
من ثمرات المواعظ: أنك إذا أدمنت النصيحة، ثم نزل -لا قدر الله- عذاب على الأمة، أنقذك الله بفضله ورحمته، ثم بدعوتك وموعظتك، لا ينجو من العذاب إلا من وعظ وأخلص، ولذلك لما قالت أمة: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف:164] فأنجى الله الذي ينهون عن السوء في الأرض، وأخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف:165].
فلو حلّت عقوبة أنقذك الله منها، ولذلك البيوت التي تنتشر فيها المنكرات والمحرمات، إذا نزل العذاب على العاصي، تجده ينتشر على البيت كله والعياذ بالله، فتجد قلوباً مغلفة وآذاناً صماً، وأعيناً عمياً، نسأل الله السلامة والعافية.