Q والدي مبتلى بشرب المخدرات؛ أريد أن أبر والدي بشراء بعض مقاضي المنزل التي يحتاجونها، ولكن إذا فعلت ذلك سوف يرتاح هو من مصاريف المنزل ثم يشتري بماله ما شاء من المخدرات، أرجوك فضيلة الشيخ! أن تدلني إلى الطريق السليم الذي أبر فيه والدي، كما أرجو منك فضيلة الشيخ! أن تدعو لوالدي؟
صلى الله عليه وسلم أسأل الله العظيم في هذا المجلس أن يشرح قلبه وأن يهديه وأن يصلحه وأن يزيل عنه ما ابتلاه به، وأن يقر عينك به عبداً صالحاً.
أما ما سألت عنه من كونك تقوم بمصاريف البيت هذا فيه تفصيل: إذا أمرك الوالد بذلك فما عليك إلا بره، وتقوم بتذكيره وتخويفه بالله جل وعلا لعل الله أن يشرح صدره على يديك، فينجيه من هذا البلاء، ولذلك من أعظم حقوق الوالدين على الابن أن يدلهما على الخير كما فعل أنبياء الله، كما أخبر الله عن نبيه إبراهيم، فتحرص على دلالة أبيك على الخير سواء كان ذلك في عقيدته أو كان في معاملته، فاحرص -أخي في الله- على تذكيره بالله عز وجل.
أما إذا كان أبوك لم يأمرك بذلك ورأيت أن من المصلحة أن تجعل مصاريف البيت عليه حتى يقل المال الذي بيديه فهذا أولى، بل قد يتعين إذا كنت إن كفيته المصاريف أعنته على الحرام، وبناءً على ذلك فالذي يظهر أنه يفصل فيه فإن أمرك بالمصاريف وجب عليك الإنفاق في حدود طاقتك ولا تلزم بشيء خارج عن قدرتك، وأما إذا لم يأمرك ورأيت المصلحة كما ذكرنا في أن تكون أعباء البيت عليه حتى يقل شراؤه لذلك الحرام فافعل ذلك ويلزمك، والله تعالى أعلم.