Q إن حفظي للقرآن رديء جداً، وإني أحاول بشتى الطرق أن أحفظه، فهلا أرشدتني إلى طريق يسهل عليَّ حفظه؟
صلى الله عليه وسلم أول طريق هو: الدعاء، وما من مصلحة من مصالح الدنيا والآخرة تدرك بشيء مثل الدعاء، فأوصيك، فإن الله تبارك وتعالى هو القادر أن يهبك الحفظ وأن يسلبك إياه.
الأمر الثاني: أن تأخذ بالأسباب المعينة على الحفظ، وأعظمها وأساسها: الإخلاص لله عز وجل، تفقد نفسك، فلربما كانت نيتك فيها دخن، حاسب نفسك علَّ الله سبحانه وتعالى أن يكرمك بإعادة النظر الذي يوجب لك صلاح النية، وإذا صلحت النية أعان الله عز وجل العبد على مقصوده.
الأمر الثالث: أن تتوخى الأسباب، وذلك بأن تحاول كثرة التكرار والترداد.
الأمر الرابع: اختيار الآيات القليلة، فالإنسان إذا أراد أن يحفظ يتخير آيات قليلة ولا يستعجل الحفظ، فقلة الشيء الذي تقرؤه وكثرة تكراره يوجب لك الحفظ ويكون حفظك قوياً.
اكتب قليلاً إن أردت تحفظ وعظم الحروف إن أردت تلفظ فالإنسان إذا أراد أن يحفظ القرآن يكون القدر الذي يريد أن يحفظه قليلاً، وأن يدمن التكرار في حفظ ذلك.
الأمر الخامس: كثرة المراجعة وخاصة عند قيام الليل.
ومن أهم الأسباب التي أوصى السلف الصالح رحمهم الله بها والتي تعين على الحفظ: البعد عن محارم الله عز وجل؛ لأنهم يقولون: إن المعاصي شؤمها عظيم على العبد؛ ولذلك إذا نزلت في الديار والأعمار محقت بركتها والعياذ بالله! فينبغي على الإنسان أن يبتعد عن المعاصي ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وفي ذلك يقول الشافعي رحمه الله: شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال اعلم بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي والله تعالى أعلم.