نصيحة للمرأة المسلمة

Q نرجو توجيه نصيحة للمرأة المسلمة؟

صلى الله عليه وسلم يا نساء المؤمنين! إن الله أدبكن فأحسن تأديبكن، ورباكن فأحسن تربيتكن، إن الله تعالى وعد المحسنات منكن أجراً عظيماً، ووعد العباد بأنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى على أيديكن تتربى الأجيال، فأوصيكن بتقوى الله عز وجل التي هي سبب التوفيق لكل خير في الدين والدنيا والآخرة، وأوصيكن أن تتقين الله في محارم الله، وأن تحاول الواحدة جل أمرها أن تحرص كل الحرص عن البعد عن الفتن والمحن، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين، فلا تعرضن أنفسكن لمحارم الله جل وعلا.

لتحاول كل واحدة أن تكون صادقة مع الله عز وجل في تربية الأبناء والبنات، فإن صلاح الأم صلاح للمجتمع، ولكُنَّ في السلف الصالح من نساء النبي صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، لكُنَّ في نساء النبي صلى الله عليه وسلم تلك النماذج الطاهرة، فأوصيكن بقراءة سيرة السلف بقراءة سيرة الصالحات الطاهرات اللاتي عمرن الكون بطاعة الله جل وعلا، وبإخراج الرجال الصادقين في طاعتهم ومحبتهم لله جل وعلا.

إن صلاح الأم صلاح للأمة، فكم وجدنا من العلماء العاملين والرجال الصادقين الصالحين من كان السبب في صلاحه أمه، حتى قالت أم سفيان الثوري رحمها الله قولتها المشهورة: (يا بني! اطلب العلم أكفك بمغزلي)، فلذلك أختي المسلمة! فاحتسبي عند الله تربية الأجيال على طاعته ومحبته.

كما أوصيكن بالأزواج خيراً، ولتكن الواحدة منكن -على قدر استطاعتها- معينة لزوجها على محبة الله ومرضاته، فكم من نساء صالحات طاهرات كن سبباً في صلاح الأزواج، وكم من نساء صالحات طاهرات ثبت الله بهن القلوب على الهداية، ألم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم المؤمنين خديجة ذَعِرَاً مرعوباً مرهوباً فقال لها: (لقد خشيت على نفسي) فمن الذي ثبته بعد الله؟ من الذي قال له تلك الكلمات الطيبات؟ إنها تلك المرأة الصالحة التي عرفت ربها واتقت الله في بعلها، فقالت له المقالة الصادقة: (كلا، والله لا يخزيك الله).

وأحذركن من تلك النماذج السيئة التي بليت بها الأمة في هذا العصر.

الله! الله! أن ترغبن عن تلك الصالحات الطاهرات، وأن تستبدلن بسيرهن العطرة ومواقفهن النضرة بسير الماجنات الداعرات، الله! الله! أن تؤثر عليكن الكثرة الداعية إلى محارم الله، البسي جلبابك واحفظي حياءكِ، واتقي الله عز وجل في ليلكِ ونهارك، واعلمي أن جمالكِ في الحجاب الذي به استترتي، وبالقلب الذي تضمينه بين جنبيكِ، ليس الجمال جمال الصورة بمثل جمال القلوب التي هي محط نظر الرحمن، ومحط رحمته وصلواته، ففي الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

كم نحن بحاجة إلى تلك النماذج الطاهرة الطيبة الصالحة التي تُذكِرُ بالنساء الصالحات وتجدد لنا المآثر الكريمة من سلفنا الصالح، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يصلح الأحوال، وأن يحسن العاقبة والمآل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015