أما الخصلة الثانية التي يجنيها صاحب هذه الحياة الطيبة فهي: خصلة الاستقامة، وهذه الخصلة ثمرتها أن أصحابها إذا شاء الله عز وجل أن يتوفاهم وهم عليها فما ما من إنسان إلا وهو سيخرج من هذه الدنيا قريباً أو بعيداً، وما أحد يضمن أن يقوم من مجلسه هذا، فلا بد من لحظة وهي: لحظة الفراق، فمن ثمرات الاستقامة الطيبة والعمل الصالح أن الإنسان إذا حانت ساعة قيامته، ودنت ساعة فراقه في هذه الحياة، كانت أطيب ساعة عنده ساعة لقاء الله عز وجل، فالناس عند الموت يخافون إلا صاحب الحياة الطيبة، إذا جاءه الموت يحس أنه في حنين وشوق إلى الله عز وجل، ولذلك تجد أصحاب الحياة الطيبة إذا دنت منهم سكرات الموت تجدهم في انشراح نفس وطمأنينة وراحة بال، وبعضهم يسلم الروح وهو يتبسم، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل، ممن حسنت خاتمته وكان من الذين قيل لهم: ((لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)) [الأعراف:49] ((ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) [النحل:32] نسأل الله العظيم أن يجعل أسعد لحظة لنا في هذه الحياة، لحظة فراقها والخروج منها.
فهذه من الثمرات التي يجنيها الإنسان، وينبغي للإنسان أن يجتهد قدر استطاعته في هذه الأمور التي ذكرناها: صلاح الباطن، وصلاح الظاهر، وصلاح القول والعمل، لا تتكلم إلا وأنت تعرف أن الله يرضى عن كلامك، ولا تعمل إلا وأنت تعلم أن الله يرضى عن عملك، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأترك المجال للأسئلة، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله.
جزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء على هذه الكلمة التي أحيا بها قلوبنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.