ومن ثمرات العلم يقول العلماء: قلّ أن يخلص أحد في العلم ويرى ثمرة العلم في عمله ودعوته للناس إلا حسنت خاتمته.
ولذلك وجدنا من عاجل ما أعطى الله العلماء حسن الخاتمة في هذه الدنيا، ومن منّا لا يتمنى حسن الخاتمة؟! فإن الأمور بخواتيهما: (وإن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) اللهم إنا نسألك العافية، فيحرص الإنسان على هذا العلم حتى يحسن الله به خاتمته، ذكر عن بعض السلف أنه لما حضرته الوفاة بكت ابنته فقال: أي بنية! أتبكين عليَّ وقد أفتيت عن الله فأمرت بأمره ونهيت عن نهيه؟! يعني: هل يخذلني الله عز وجل بعد أن شرفني بحمل العلم فأمرت بأمره ونهيت عن نهيه؟ لا، والله! لا يخزيك، ولما قالت فاطمة رضي الله عنها: (واكرب أبتاه! قال صلى الله عليه وسلم: لا كرب على أبيك بعد اليوم) فالعلماء تحسن خواتمهم، وكم رأينا -والله- من أهل العلم -الصادقين الذين حرصوا على العمل بالعلم والدعوة إليه والإخلاص فيه- من حسن الخاتمة لهم! وكم رأينا من بشائر الخير! فهذا كله من عاجل ما يضعه الله عز وجل للعبد، وهو من خاتمة ما يكون له في الدنيا.