Q إن لي أخاً يعقُّ والدتي، وحينما أذكِّره بفضل الوالدين يزداد غضباً، فيضرب، ويشتم، ويأخذ بالسخرية والاستهزاء بها! فماذا تنصحني أن أفعل؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: إذا كانت عندك قوة تمنعه من الضرب فاضربه إذا كان يضرب الوالدة وأنت أقوى منه وتستطيع كفه، فإنه يجب عليك كفه، ومثل هذا لا حرمة له، وإذا كان الوالد موجوداً فإنك ترفع الأمر إليه، ولا تضربه، وتنصح الوالد وتبين له أنه مسئول بين يدي الله عن مجاوزة هذا الابن لحدود الله مع أمه.
هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: إذا كنت تعجز عن كفه ومنعه عن ضرب الوالدة؛ فإنه ينبغي أن تختار أفضل الأوقات لتوجيهه وإرشاده ودلالته إلى الخير وتحذيره من مغبة الشر.
فأما نصحك له في حالة الغضب فأظن أن هذا هو الذي يتسبب في شدة إعراضه وتماديه في الضرب، وبناءً على قولك بأنه يزداد في الضرب إذا نصحتَه؛ فإنه لا ينبغي أن تنصحه على وجه يزداد فيه من أذية الوالدة، ولذلك نهى الله عن سب آلهة الكفار؛ لأنها تفضي إلى سب الله جل وعلا، فكذلك الحال: إذا كان نصحك له أثناء الضرب يزداد فيه من الضرب فإنك تتوقف عن نصحه إلى وقتٍ ترجو فيه استجابته.
ثم خذ بالأسباب: فإذا كان الوالد يستطيع كفه فأخبر الوالد.
وإذا كان هناك أخ أكبر منك وهو موجود فاطلب منه أن يَكُفَّه.
وإذا كان هناك من القرابة من الأعمام والعمات أو الأخوال والخالات من يستطيع زجره كذلك فاستعن به بعد الله.
وإذا لم تجد في القرابة فانظر إلى إمام الحي أو إمام المسجد أو الصلحاء أو قرنائه وأصدقائه، حتى ولو كان عن طريق مسئوله ومديره، حتى يذكِّره ويردعه.
فابذل كل ما تستطيع لكفه عن ظلم الوالدة وأذيتها.
والله تعالى أعلم.