حكم الصلاة على من مات على كبيرة من الكبائر

Q هل يجوز الصلاة على مَن يموت بسبب المخدرات؟ وهل يجوز تعزية أهله على ذلك؟

صلى الله عليه وسلم مَن مات بسبب المخدرات فإنه يعتبر مسلماً مرتكباً لكبيرة من الكبائر، ومذهب أهل السنة والجماعة أنه يُصَلَّى على مرتكب الكبيرة، ويدعى له ويُتَرَحَّم عليه، وهو أحوج ما يكون إلى الدعاء؛ ولكن استحب العلماء ألاَّ يصلي عليه أهلُ الفضل، أي: أن الإمام العام لا يصلي على من مات بسبب المخدرات حتى يزجُرَ غيره، وهذا من باب التعزير، أما إذا توفي فهو من المسلمين، وله ما للمسلمين من الدعاء والتَّرَحُّم، فالله ابتلاه، وهذا شيء ابتلاه الله جل وعلا به، فاسأل الله له العفو والمغفرة، فلعل دعاءك له وترحُّمَك عليه يكون سبباً في رحمة الله به، فيكون ذلك من الخير الذي يسديه المسلم لأخيه المسلم، وإذا كان لا يُصَلَّى إلا على المطيعين، ولا يُصَلَّى إلا على الأبرار المتقين فأين رحمة الله التي وَسِعت عباده أجمعين؟! والله يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} [الزمر:53].

فاستغفِرْ له وترحَّمْ عليه؛ فإن الله جل وعلا نفع المؤمنين بدعاء إخوانهم فقال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ} [الحشر:10] وكذلك يُعَزَّى أهلُه، فتُعَزِّي أهلَه وتسأل الله جل وعلا أن يُعَظِّم لهم الأجر في فَقده، وكونه أساء فإن ذلك لا يمنع حق قرابته مِن صلتهم؛ فإنهم مفجوعون، وقد يكونون على استقامة وخير وطاعة وبر؛ فمِثْلُهم يُعَزَّى، ولا يُضَرُّ أهلُه كونه على معصية الله: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام:164] والله تعالى لا يُحَمِّلهم ذنبه، ولا يُحَمِّلهم تَبِعَتَه ومسئوليته.

والله تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015