Q بعض الإخوة من الملتزمين ومن المتمسكين بدين الله؛ لكنهم يعانون من بعض المعاصي مثل الوقوع في العادة السرية، والنظر المحرم، وغيرهما من الأمور، فما هي النصيحة في ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
صلى الله عليه وسلم أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يسلمنا وإياكم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نسألك العافية، اللهم إنا نسألك العافية، وأن تمن على من ابتُلي بها في هذا المجلس بالعفو والعافية.
اللهم مُنَّ علينا جميعاً بالعفو والعافية، يا ذا الجلال والإكرام.
أخي في الله: إذا خلوتَ وغبتَ عن الأنظار، وأرخيت عليك الأستار، تذكر نعمة الله عز وجل عليك.
إذا خلوتَ تذكَّر المريض الذي يتأوه، واللهُ متَّعَك بالعافية! تذكر الفقير الذي يكدح آناء الليل والنهار من أجل لقمة عيشٍ يسد بها رمقه الذي يؤلمه، واللهُ أغناك! تذكر -أخي في الله- الخائف القلق المعذب الذي يعيش العذاب والنكد في الحياة، واللهُ أمَّنك من خوفها ونكدها! أكان الجزاء أن تعصيه؟! أكان الجزاء أن تحاربه بنِعَمِه التي أسداها إليك؟! أهذا جزاء الإحسان؟! فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، لا الجحود ولا الكفران.
فاتقِ الله بارِئَك، وخف من الله عز وجل فيما تقترفه بيديك، واعلم أن لله سطواتٍ، وأن له أخذاتٍ، فإن الله عز وجل لا يدع العاصي، ولا تزال المعصية بأهلها تتبعهم، فتنكِّد عليهم حياتهم أو آخرتهم، أو يجمع الله لهم بين العقوبتين، فإما أن يعذبه الله بمعصيته في الدنيا، وإما أن يعذبه بها في الآخرة، أو يجمع له بين النقمتين والمصيبتين.
فاتق الله عز وجل، وازجر نفسك بقوارع التنزيل، وذكرها سطوة العظيم الجليل، فإن ذلك أعظم زاجرٍ من حدود الله جل جلاله.
والله تعالى أعلم.