محبة العلم وأهله

إذا أحب طالب العلم العلم تذلل له، وطلب هذا العلم وبحث عنه، ولذلك لما ملكت محبة العلم العلماء والسلف الصالح من هذه الأمة والتابعين لهم بإحسانٍ طلبوا هذا العلم، وضحوا من أجله، فأسهروا ليلهم، وأتعبوا أجسادهم، وخطت أيديهم فما ملت ولا تعبت ولا سئمت، والله إن قرأت سير العلماء وتأملت تراجم النبلاء عجبت مما كان عليه القوم، كان بعض طلاب العلم يجلس لتهيئة الطعام وهو في شدة الجوع، وشدة الحاجة إلى الطعام فيُقال له: إن مجلس العلم بمسجد كذا قد عقد فيترك الطعام ويذهب إليه، الله أكبر! إذا ملكت محبة العلم شغاف القلوب، وأصبح الإنسان يحب هذا العلم، إذا أحبه محبةً كاملة نفعه الله نفعاً كاملاً، فينبغي على طالب العلم: أن يحس أن محبة العلم فرضاً عليه حتى يقوم بحقه كما ينبغي.

كذلك إذا أحببت العلم أحببت أهله، ومن أحب العلماء حشره الله مع العلماء، ومن أحب العلماء تأثر بأقوالهم وأفعالهم وما يكون من مواعظهم، ومن أحب العلماء انتفع بعلمهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015