فصعود الجبل تعبداً: بعض الناس يعتقد أنه إذا لم يصعد الجبل لم يقف بعرفات، وهذا خطأ وليس عليه دليل، بل بعضهم يستشهدون بنصوص موضوعة ليس لها أصل في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا الجبل لا تصح له تسمية بأنه جبل الرحمة، وإنما هو كلام شاع بين الناس، وللجبل اسم: هو جبل آل، أو اللاني، فله مختلف جداً، لكن الناس أشاعوا فيه هذا الاسم، وليس هناك شيء متعلق بالجبل.
- بعض الناس عندهم اعتقادات كثيرة: لابد أن يأخذوا بعض الشجر الموجود هناك إلى أشياء عجيبة جداً ليس لها وجود في تشريع وهدي وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
- الوقوف خارج عرفة: بعض الناس لا ينتبه للحدود، ويبقى خارج عرفة، وهو يظن أنه في عرفة، وبعض الناس يبحث عن مكان مظلل ليبقى فيه، ومن ذلك مسجد نمرة، ومسجد نمرة مقدمته الأولى -نحو ثلثه أو أكثر -ليست داخل عرفة، وبعض الناس يدخل المسجد ويأتي مبكراً ويبقى في الصفوف الأولى في المكيف وفي الظلال ويبقى إلى غروب الشمس وهو خارج عرفة، ولم يدخل عرفة أصلاً، فعلى الناس أن يتنبهوا إلى هذا ويحذروا منه.
- انشغال الناس بالكلام، وإهمالهم للدعاء والذكر.
- الدفع من عرفات قبل غروب الشمس: والصحيح أن من جاء إلى عرفات قبل غروب الشمس لا يخرج منها إلا بعد غروبها، أما من كان له عذر وما استطاع أن يأتي فجاء في الليل فالصحيح أن حجه صحيح إن شاء الله.
- ارتكاب المحرمات والمعاصي في عرفات وفي تلك المواطن، في الصعيد العظيم، في الاجتماع الحاشد، وتجد بعض الناس يفعلون ويقولون أموراً عجيبة.
في يوم عرفة يبقى الذكر والدعاء، حتى إذا انتهى من غروب الشمس دفع إلى مزدلفة، وليس في مزدلفة إلا المبيت بها، والمبيت هو النوم بالليل، وهو واجب عند المذاهب الثلاثة، وسنة عند أبي حنيفة، والمبيت بمزدلفة واجب، ومن تركه فعليه دم، ورخص النبي صلى الله عليه وسلم للنساء والضعفة وللذين يخدمون الناس في السقاية وكل ما يحتاجون إليه في حجهم؛ فرخص لهم في أن يدفعوا من مزدلفة بعد منتصف الليل؛ لأن من أقام في مكان أكثر من نصف الليل أصبح يعرف بأنه بات فيه، أي: إذا مضى أكثر الليل في مكان، فيقال: بات في هذا المكان، لكن من لم يكن عاجزاً، وليس عنده امرأة، وليست لديه حاجة، فيبقى إلى أن يصلي الفجر ويسفر الصبح، ويذكر الله عز وجل عند المشعر الحرام أو في مزدلفة، ويكثر من الدعاء حتى يسفر الصبح، يعني: حتى يبدأ النور يطلع، ثم يذهب إلى منى يوم العيد.
- أما جمع الحصى فليس شرطاً أن يجمع الحصى مرة واحدة للأيام كلها، فإن جمع فلا بأس، لكن الثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع حصيات رمى جمرة العقبة، فمن تيسر له أخذ الجمرات كلها لا بأس، ومن لم يتيسر له ذلك فيأخذها من منى في طريقه.
والحصاة تكون صغيرة بين الحمصة والبندقة، وبعض الناس يبالغون في التكبير، والنبي عليه الصلاة والسلام أشار إلى الغلو في هذا، وقال لما جمع له الحصى: (بمثل هذا، وإياكم والغلو في الدين)، لماذا؟ لأن بعض الناس يتشددون فيما لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام.