ليس له معنى معين، فلو كان هناك مريض ممدد على سريره جاز، إذ ليس معنى الوقوف بعرفة أن تقف على رجليك، ولكن المقصود به أن تكون بعرفة لقصد النسك والوقوف في هذا اليوم وفي هذا المكان لأداء ركن من أركان الحج، وقد وقف النبي عليه الصلاة والسلام على ناقته، ووقف في أسفل الجبل عند الصخرات، وقال: (وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف)، فحيث ما كان الإنسان يقف، ويكون داخل حدود عرفة، ويجتهد في الذكر والدعاء والعبادة وتلاوة القرآن، ولا يضيع لحظة ولا ثانية، إذ بعض الناس يضيعون الوقت في هذا اليوم وهو ساعات معدودة جداً.
أقل من نصف يوم؛ لأن من السنة أن يبقى في وادي نمرة قبل عرفات؛ والنبي صلى الله عليه وسلم نزل به، فلما كان بعد الزوال دخل إلى عرفات، فكان أول فعل فعله صلاة الظهر والعصر جمعاً وتقديماً، وخطب بالناس، فإذاً هو سيدخل بعد الظهر تقريباً أو في وقت الظهر إلى المغرب، فهل في هذا الوقت القصير سيضيع الوقت، وبعض الناس يقول: نرتاح قليلاً وننام، ويفكرون في الطعام والغداء، وهل جاء الطعام أم لا؟ وهل جاء الشراب؟ وهل هو بارد أو حار؟ سبحان الله! إنك في هذه الساعات لابد أن تنسى كل شيء، ولا يبقى لك هم إلا ما جئت لأجله من التضرع والدعاء والعبادة والرغبة الصادقة في أن تعمك رحمة الله سبحانه وتعالى ومغفرته.