تأمل أخي! هذه النعم: نعمة الإيمان والإسلام، قال عز وجل: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11]، والله جل وعلا يسوق لنا النعم في سياق منته وفضله سبحانه وتعالى علينا، كما قال سبحانه: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام:125]، أليست نعمة الإيمان نشعر بها طمأنينة قلب، وسكينة نفس، وهدوء بال، واستقامة جوارح، وبركة رزق، ورغد عيش، وخيراً كثيراً ليس له أول ولا آخر؟ ألسنا نشعر بهذه النعم ونستحضر قول الحق جل وعلا: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ} [الحجرات:17]؟ إننا نستشعر هذه النعمة كلما رأينا قسوة القلوب، وظلمة النفوس، وضلال العقول، وانحراف السلوك فيما نراه في هذا العالم من حولنا يموج بالكفر، ويفيض بالعهر والفسق نسأل الله عز وجل السلامة! فالحمد لله كثيراً، والله أكبر كبيراً: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ} [النحل:53].