ما الذي يحصل بعد الاختبار؟ في اختبارات الطلاب واختبارات الدنيا يحصل رسوب أو نجاح، شقاوة أو سعادة، حزن أو فرح، لكن أمره سهل، وبعض الناس ممن تبلدت أحاسيسهم يرسب وهو في قمة الفرح؛ لأنه لا يدرك ولا يفهم أثراً لهذا الاختبار ولا قيمة له، لكنه في قرارة نفسه حزين؛ لأنه يرى الطلاب من حوله كل معه شهادة النجاح وهو وإن افتخر لكنه كاذب في التعبير عن شعوره.
إذاً لماذا فرح؟ لأنه نجح، ولماذا حزن؟ لأنه رسب.
وتجد هذا لا يخصه وحده، إذا فرح ونجح إذا بابتسامة الأم عرضها كعرض البيت، وإذا صياح الأب وتهليله وتكبيره كأنما فتحت الدنيا، وانتصرت الأمة، وكل الناس يفرحون بفرحه، وإذا رسب تجد سحابةً سوداء مظلمة تخيم على البيت.
هل نفرح لأمر الآخرة؟ وإذا وفق الإنسان إلى طاعة هل يفرح الأهل فرحاً صادقاً، وذلك إذا رأى الوالد ابنه مستقيماً على أمر الله، مرتاداً للمساجد، ملتزماً بسنة الرسول، يقضي وقته مع القرآن، ويعيش في رياض القرآن، ويرتاد حلق العلم؟! لكن للأسف أن الأمر وجوده وعدمه سواء.