كيف يتصرف الطلاب قبل الاختبار؟ حتى نربط ذلك بسلوكهم في أمر اختبار الآخرة.
تجد للناس وقتئذٍ قدرةً على التكيف وتغيير الظروف مهما كانت، كل الطلاب والأهالي في البيوت يغيرون الظروف، لا تجد شيئاً إلا ويتغير، أوقات الطعام التي كانت محددة تتغير، وقت الطعام الذي كان طويلاً يقصر، أمور كثيرة في حياة الناس تتغير، ينام ويستيقظ قبل الفجر، ومن الذي يوقظه؟ الأم أو الأب، والزيارات تنقطع، والاتصالات تتوقف، عجباً كيف استطاع الإنسان أن يغير! غير لأنه اهتم؛ ولأنه أراد أن يتهيأ لأمر عظيم، لكن فيما يتعلق باختبار الآخرة لا يفعل ذلك.
ونحن في دنيانا كلها ما زلنا في مرحلة ما قبل الاختبار، فهل غيرت ظرفك حينما نمت متأخراً لتستيقظ للفجر، وحينما فرطت في أمر لتتدارك الأمر، تجد كثيراً من الناس إذا جئت لتقول له في شأن دينه وأمر ربه، يقول: لا أستطيع، صعب عليه أن يغير الظروف والأوقات والعادات التي تعود عليها، من الصعب أن يستيقظ للفجر، ثم بعد ذلك قد ينام فلا يستيقظ للدوام، كيف يستطيع أن يغير الحالة وقد استمرت ودوام عليها؟! وكيف غير في أيام معدودات هذه العادات كلها لأجل اختبار الدنيا؟ وتجد أيضاً أن كل الظروف تتغير، فهل يشاهد التلفزيون؟ لا، هل يخرج للنزهة؟ لا، بل يؤجلها، هل عنده وقت للتسلية؟ لا، يؤخرها، لماذا؟ قال: لأننا في فترة ما قبل الاختبار! وكذلك في أمر اختبار الآخرة: هل أجلت ما ينبغي تأجيله، وتركت ما ينبغي تركه؛ لكي تستعد لاختبار الآخرة، هذا أيضاً أمر يحتاج إلى انتباه.