لنستمر في هذا الأمر ولنكن فيه صرحاء، هذه كلمات لبعض الفقهاء يخاطب فيها من كان عنده حظ من العلم، وعنده نصيب من الكتاب، وعنده هدي من السنة؛ يقول: يا صاحب العلم! لا تغتر بالله ولا تغتر بالناس، فإن الغرور بالله ترك أمره، وإن الغرور بالناس اتباع هواهم، واحذر من الله ما حذرك من نفسه، واحذر من الناس فتنتهم.
يا صاحب العلم! إنه لا يكمل ضوء النهار إلا بالشمس، كما لا تكمل الحكمة إلا بطاعة الله.
يا صاحب العلم! إنه لا يصلح الزرع إلا بالماء والطين، كما لا يصلح الإيمان إلا بالعلم والعمل.
لعل كل فقرة أو جملة نحتاج أن نكتبها ونجعلها في مجالسنا وبيوتنا؛ لنذكر بها أنفسنا نحن المنسبين إلى الإسلام، المنتمين إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أحيا القلوب بالإيمان، وزكى النفوس بالإسلام، وهدى العقول بفقه الإيمان عليه الصلاة والسلام، الذي كان يستغفر الله جل وعلا في يومه وليلته مائة مرة، بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك يستغفر في يومه وليلته مائة مرة، وربما استنكف بعضنا إن قيل له: استغفر الله، فقال: ماذا صنعت؟! ويحي وويحك هل تظن أننا لم نصنع شيئاً، كم في الواجبات من تضييع وتفريط وتقصير، وكم وكم مما أشرت إلى بعضه، ولعلنا نتنبه.