مقدمة عن أهمية دراسة المصادر التاريخية ومعرفتها

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، نحمده سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه، هو جل وعلا أهلاً للحمد والثناء، لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، فله الحمد على كل حال، وفي كل آن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين! أما بعد: فأيها الإخوة الكرام الأحبة! هذا لقاؤنا يتجدد بكم في منتصف الشهر السادس من عام (1415هـ) مع الدرس الثامن بعد المائة الأولى، وعنوان درسنا لهذا اليوم: (جولة في المصادر التاريخية)، وهذا الموضوع متعدد الفروع، متشعب الموضوعات، وهو واسع جداً، ولذلك ربما نحتاج له إلى صلة لعلنا نلم بأصوله وببعض مصادره المهمة.

وسيكون الحديث ابتداءً عن التاريخ، وتعريفه، وفوائده، ووجوده ضمن علوم المسلمين، والصورة العامة التي يؤرخ بها في المصنفات والمؤلفات، ثم نعرج على ذكر بعض المصادر الأكثر شهرة وأهمية في وقفات موجزة، نهدف من ورائها التعريف بها، وذكر بعض الملامح المنهجية لهذه المصادر.

ولن يدخل في حديثنا موضوع التاريخ لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن السيرة سيكون لها -إن شاء الله- موضوع مستقل بذاته تحت عنوان: جولة في مصادر السيرة النبوية؛ لأن المصنفات المتعلقة بها تستحق أن تفرد، وأن يكثر الحديث حولها.

كما أنه لن يدخل في حديثنا التاريخ المعاصر المتأخر المتعلق بأحداث أوائل هذا القرن على وجه الخصوص؛ لأنه متشعب ومختلف ومختلط، وكثيراً ما تستقر التواريخ بعد مضي أحداثها بفترة من الزمن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015