الأمر الخامس: اعلم أن كلاً ميسر لما خلق له وهذا متعلق بما سبق، فليس ضرورياً أن يكون كل طبيب عالماً شرعياً، مع أنه إذا كانت هناك همة واستدراك فإنني أعرف في بعض البلاد الإسلامية من كان أميناً للفتوى فيها بجدارة، وهو طبيب تخرج من كلية الطب، ونعلم كثيراً من الناس عندهم ملكات، هؤلاء ليسوا بكثرة في الناس، لكن أقول: لابد من الانتباه لهذا الجانب.
إذاً: لا تقارن نفسك بغيرك دون أن يكون هناك قياس مطرد، هناك قياس مع الفارق، أنا أقول: لماذا لا أكون مثل فلان وهو طالب علم جيد أو طيب؟! انظر إلى حالك مع حاله: هل عندك ذكاؤه؟ هل عندك سرعة حفظه؟ هل عندك ما تيسر له من كونه مكفياً في أمور المعاش؛ لا عنده من المال ما يغنيه عن الاشتغال به؟ هل عندك ظرفه الذي هيئ له من الانتقال والارتحال إلى طلب العلم هنا وهناك؟ إذاً: إذا توافر لك ما له فقس نفسك عليه، أما إذا كانت هناك فوارق فلابد من مراعاة هذه الفوارق.