الأمر الرابع: ليكن عندك استدراك متدرج؛ حتى لا تبقى حزيناً أو كسيف البال، خاصة بعد فترة من الزمن وأنت قد فرغت أو أمضيت في علمك من طب أو هندسة مبلغاً لا بأس به، نقول: خذ ما تستطيع من ذلك الوقت والجهد لطلب العلم.
أي: إذا كنت قد أعطيت وقتك لهذه الدراسة وذلك الجهد ثم تخرجت فأعط وقتك بعد الدراسة لطلب العلم الشرعي الذي تنتفع به، وإذا كنت قد حفظت المتون وحزت الفنون وجمعت بعض مسائل العلم وأمهاته وكلياته، فليكن لك اهتمام أن تزيد من وقتك وجهدك في شأن الدعوة والتذكير والوعظ والإرشاد والتصويب والتقويم إلى غير ذلك.
فهنا يحصل التعادل ليس النكسة الشديدة ولا ردة الفعل العنيفة بل الانتقال والتدرج؛ ليحصل التوازن الذي يراد بإذن الله عز وجل.